اجتمع في صحراء النّقب المحتلة وزراء خارجية الكيان الإسرائيلي، والولايات المتحدة، والبحرين ومصر والامارات والمغرب، في قمّة على غرار تلك الثلاثية في شرم الشيخ، لإنشاء “حلف إقليمي لمواجهة إيران” – عرابّته “إسرائيل” التي تحاول لعب الدور كمحور يربط بين دول المنطقة والولايات المتحدة.
وفي مقال له، يقول الكاتب الإسرائيلي ايهود يعاري أن اجتماع النقب “هو استعراض دبلوماسي”، ويطرح تساؤلات عن جديّة دعم الدول العربية للكيان في حال قرّر الجيش واللجان الشعبية اليمنية استهداف باب المندب؟ أو إذا تطلب الأمر توجيه ضربة الى منشآت إيران النووية؟ ليجيب “إن إسرائيل تفهم جيداً أنها في لحظة الحقيقة ستقف بمفردها”.
النص المترجم:
إن اجتماع وزراء الخارجية في النقب هو استعراض دبلوماسي لهدم الجدران أمام جزء كبير من العالم العربي، مع دفع القضية الفلسطينية بعيداً، لكن هذه ليست ولادة تحالف مع العالم السني، وليست هذه بداية شراكة شجاعة في حال وقوع مواجهة عسكرية مع إيران، على الأكثر، وهذا كثير، سيكون هناك تقدم في الدفاع المنسق في ضوء خطر الطائرات بدون طيار والصواريخ، وإذا لزم الهجوم على المنشآت النووية، ستقف إسرائيل بمفردها.
وزير الخارجية أنطوني بلينكن يريد أن يطمئن إسرائيل والعرب قبل الكشف عن أبعاد الاستسلام الأمريكي في محادثات فيينا، وتريد إسرائيل والعرب فهم ما سيحدث في اليوم التالي، وتريد الدول العربية الضغط مع إسرائيل على الإدارة الأمريكية لإظهار العزم على الإيرانيين.
هناك إجماع على الخطر، وكذلك على الحاجة لإعادة الولايات المتحدة إلى الساحة، ومع ذلك فإن هذا لا يمنع الإمارات من إقامة علاقات تجارية واسعة مع إيران ونشر السجادة الحمراء للأسد.
القطريون بشكل عام ودودون مع الإيرانيين، والسعوديون في محنتهم يطلبون مساعدة طهران لطمأنه الحوثيين في اليمن، فيما يعد الرئيس السيسي رسمياً بمساعدة دول الخليج، لكن سياسة مصر هي عدم إرسال قوات خارج حدودها.
ماذا سيحدث عندما يتحرك الحوثيون ضد الممرات الملاحية في مصر، باب المندب والبحر الأحمر؟
ماذا سيحدث عندما يتضح أن إيران تصل إلى مدى “دوران مفك البراغي” من القنبلة؟
تفهم إسرائيل جيداً أنها في لحظة الحقيقة ستقف بمفردها، حتى لو حظيت بتعاطف عربي هادئ، وبالنظر إلى هذه البيانات، من المهم أن نبني تدريجياً بنية منظمة للتعاون مع العرب، قدر الإمكان:
_ انضمام إسرائيل إلى مجلس البحر الأحمر، وتعزيز البعد العسكري لهذه المنظمة بقيادة السعودية ومصر.
_ الارتقاء بمنظمة شرق المتوسط أيضاً في الجانب العسكري الذي انضمت إليه الإمارات بصفة مراقب.
_ تعزيز المصالحة مع تركيا، من منطلق تفهم التوترات المتزايدة بينها وبين إيران.
_ اجتماع وزراء الخارجية في “سديه بوكير” بالطبع هو عرض دبلوماسي لطيف لكسر الجدران أمام جزء كبير من العالم العربي، مع قمع “القضية الفلسطينية”.
كما أنها إشارة إلى أن الولايات المتحدة لا تتخلى عن المنطقة، حتى لو قللت من التزاماتها، ومع ذلك فهذه ليست ولادة “تحالف” مع العالم السني – إذا كان هناك مثل هذا المخلوق السياسي – كما أنها ليست بداية شراكة شجاعة في حالة مواجهة عسكرية مع إيران.
على الأكثر، وهذا كثير، سيكون هناك تقدم في الدفاع المنسق في مواجهة خطر الطائرات بدون طيار وصواريخ الحرس الثوري، في تبادل المعلومات الاستخباراتية والسايبرانية، ولكن إذا تطلب الأمر الهجوم على المنشآت النووية، فستُترك إسرائيل وشأنها.
* المصدر: N12 العبرية