فصائل السعودية والامارات في الجنوب.. صراع نفوذ أم تبادل أدوار
العين برس / تقرير
تتجه السعودية لتعزيز نفوذها في عدن والمحافظات المحاورة لها، وفي المقابل تقويض نفوذ القوات الموالية للإمارات، وذلك بعد فشل استراتيجية السعودية السابقة لتحجيم نفوذ هذه القوات، عبر دمجها بالقوات الحكومية، وفقا لما نص عليه اتفاق الرياض، الذي هندسته المملكة بناء على هذا الهدف.
وبعد فشل استراتيجيتها السابقة، لجأت السعودية إلى استراتيجية جديدة، تتمثل في إنشاء تشكيلات عسكرية جديدة موالية لها، وتتكون في قوامها من منتسبي التيار السلفي المتشدد، ومنها ما يسمى قوات درع الوطن، التي أوعزت السعودية إلى رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي بإضفاء الطابع الرسمي عليها، وذلك عبر إصدار قرار رئاسي باعتماده كقوة احتياط تابعة له بشكل مباشر.
وجاءت هذه الاستراتيجية بعد ان فشلت الضغوط السعودية في دمج قوات الانتقالي المسيطرة على عدن والمناطق المجاورة لها ضمن القوات العسكرية التابعة للحكومة الموالية للتحالف، وفقا لمقررات اتفاق الرياض، بحيث تكون جميع هذه القوات تحت الإشراف المباشر للسعودية، وبذلك تضمن الرياض نفوذها في هذه المنطقة الاستراتيجية القريبة من جنوب البحر الأحمر والمطلة على مضيق باب المندب وخليج عدن، وهي المنطقة التي حرصت الإمارات على تعزيز نفوذها عليها، واستمرت في محاولة الانفراد بها، والتصرف بها عبر أجندة خاصة، تخالف الأجندة السعودية.
فصائل السعودية والامارات في الجنوب.. صراع نفوذ أم تبادل أدوار
الخطوة التالية في الاستراتيجية السعودية الجديدة لتعزيز نفوذها على عدن والمحافظات المجاورة لها، تتمثل في إحلال هذه التشكيلات العسكرية محل القوات للموالية للإمارات، وفرض سيطرتها على ما ظل المجلس الانتقالي الموالي للإمارات يعتبره منطقة نفوذ مغلقة له، وهو الامر الذي سيثير حفيظة الإمارات والقوات التي أنشأتها ودعمتها ومولتها خلال سنوات الحرب، ويقود إلى فصل جديد من فصول الصراع المسلح بين الفريقين، بتمويل من الرياض وابوظبي، وفقا لصراع الأجندات.
وبدأت السعودية فعليا في حشد القوات الموالية لها إلى عدن، التي شهدت خلال الأيام االقليلة الماضية قدوم عدة دفعات من القوات المنشأة حديثا تحت مسمى “قوات درع الوطن” الموالية للسعودية، بهدف إحلالها محل قوات الانتقالي، وهو ما يعكس مدى إصرار المملكة على تقويض سيطرة الانتقالي واستبدالها بالقوات الموالية لها.
وكانت مصادر إخبارية قد نقلت عن قائد قوات التحالف في عدن العميد الركن حسين الحربي، تصريحات تكشف عن نية السعودية دحر قوات الانتقالي من عدن والمناطق المجاورة لها، حيث أكد أنه “سيتم تنفيذ اتفاق الرياض بحزم وعزم”، وأن “زمن المجاملات انتهى”، في إشارة إلى تغاضي السعودية عن رفض الانتقالي تنفيذ بنود الاتفاق الذي رعته في نوفمبر 2019، وخاصة الشق العسكري والأمني منه، والذي ينص على دمج التشكيلات العسكرية التابعة للانتقالي الموالي للإمارات، ضمن القوات الحكومية، الأمر الذي هدفت الرياض من خلاله إلى السيطرة على هذه التشكيلات العسكرية، بما يضمن لها بسط نفوذها وتحجيم النفوذ العسكري الإماراتي في منطقة عدن وما حولها.