يحذر خبراء ومراقبون من خطة تغيير مهمة القوات الاميركية المتواجدة في العراق من قتالية الی استشارية، معتبرين انها بمثابة عملية مفخخة.
ويقول كتاب سياسيون ان الاميركي دائماً يغرس مسمار جحا بالصيغ الملتبسة ويسعی لاستثمار الالتباسات ويختبر معادلة الارض، ان وجد نفسه عاجزاً عن الاحتفاظ بأي وجود لوجدته يلملم كلاكيشه ويرحل ويعلن من طرف واحد أنه قرر الخروج.
ويقول باحثون سياسيون ان الاميركي اذا وجد بالاختبار انه قادر علی ادامة وجوده العسكري وممارسة الابتزاز السياسي سنداً الی هذا الوجود واحياء بعض خيوط التأثير والتدخل التي تلبي مصالحه سواءاً الحسابات المتصلة بالتوازن الاقليمي واستخدام العراق منصة لتدخلات اخری في المنطقة أو في سبيل انشاب مخالبه في الثروات العراقية أكثر وفرض أجندات اقتصادية ومالية علی العراقيين تخدم مصالح النهب الاميركي.
ويؤكد باحثون سياسيون ان صيغة الكلام الاميركي عن الخبراء تعني انه يؤسس لاحتلال مقنع يُبقي منظومات النفوذ الامني والسياسي تحت ستار الخبراء وبالتالي كل المنطق مفخخ.
ويبيّن كتاب سياسيون انه اخطر ما يمكن ان يقع في العراق هو التسليم للعبة المستشارين، وعلی العراق الاصرار علی الرحيل الناجز دون قيد أو شرط ومن غير بقايا ومن غير مسمار جحا بأي حجم كان، والا ستبقی السيادة العراقية منقوصة.
هذا ومن المقرر ان تنسحب القوات القتالية الاميركية من الاراضي العراقية حتی نهاية 31 ديسمبر/ كانون الأول 2021، فيما تحاول الولايات المتحدة الابقاء علی قوات لها تحت عنوان قوات استشارية في مجالات التدريب والتسليح والمعلومات الاستخبارية والأمنية.
ويحذر خبراء سياسيون من مغبة تبديل مهام القوات الاميركية من قتالية الی استشارية، مؤكدين ان العراق لايحتاج الى استشارة من قوات استشارية فاشلة.
وينتقد خبراء سياسيون الاعتماد علی القوات الاستشارية الاميركية مؤكدين فشل هذه التجربة خلال الاعوام الماضية في العراق ومشيرين الی تجربة الاستشارة الاميركية للقوات الافغانية التي انتهت بسقوط الحكومة الافغانية واستيلاء طالبان علی البلاد خلال أيام معدودة.
ويبيّن مراقبون سياسيون ان العراق يستطيع استجلاب قوات استشارية من دول اوروبية أو حتی من الجمهورية الاسلامية الايرانية، ولايحتاج الی تجربة الاستشارة الفاشلة مع القوات الاميركية، موضحين ان الاصرار علی وجود قوات استشارية اميركية في العراق يؤكد وجود ضغوط اميركية تفرض أعداد قواتها ومهامها علی الحكومة العراقية.
ويؤكد مراقبون سياسيون ان كل ما يقال عن خروج القوات الاميركية من العراق، مجرد تصريحات اعلامية ولم يسمح حتی الان تغطية هذه العملية اعلامياً ما يوضح وجود عدم شفافية في صحة خروج هذه القوات من العراق.
ويشير خبراء سياسيون الی تصريحات رئيس تحالف الفتح هادي العامري الذي اعتبر السيادة خط أحمر محذراً من عدم استقرار العراق في حال عدم خروج القوات الاميركية نهاية العام الجاري، معتبرين ان هذه التصريحات رسالة للولايات المتحدة الاميركية اذا تنصلت عن انسحابها ضمن الاطار الاستراتيجي مفادها ان أبناء الشعب العراقي لن يقفوا مكتوفي الايدي وسيتم اخراجهم بالقوة كما تم اخراجهم كذلك في 2011.
ويعتبر باحثون سياسيون ان وجود القوات الاميركية بصفة استشارية سيتسبب بعمليات المقاومة العراقية ضد الاحتلال واذا حدث ذلك سوف تكون الحكومة العراقية تحت ضغط القوات الاميركية وستسجلب قوات قتالية اميركية لصدهم وسوف يتكرر مسلسل الوجود الاميركي في العراق وهذا يعني ان الولايات المتحدة لاتريد الخروج من العراق.