“بلومبرغ”: هجوم أوكرانيا البطيء يعزز موقف بوتين ويقلق الحلفاء
العين برس/ تقرير
يشعر حلفاء أوكرانيا الآن بالقلق من أنّ الحرب تتجه لتكون معركة طويلة، قد تقوي موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع تلاشي الآمال في أن تحقق قوات كييف اختراقاً حاسماً هذا العام، يؤكد تقرير حديث لوكالة “بلومبرغ” الأميركية.
فبعد أكثر من شهرين من هجومها المضاد، تمكنت كييف حتى الآن من تحقيق تقدم تكتيكي فقط ضد القوات الروسية المتحصنة بشدة، على الرغم من التزامها بالعديد من الوحدات التي دربتها وسلحتها الولايات المتحدة وأوروبا للعملية، يضيف التقرير.
فبينما تضيق نافذة المزيد من الإجراءات الكبيرة، مع اقتراب الطقس الرطب والبارد في الخريف، تتعهد أوكرانيا وحلفاؤها بمواصلة القتال طالما دعت الحاجة، لكن المسؤولين يقرون بأنه سيكون من الصعب تكرار مستويات الدعم الهائل التي جعلت الدفعة الحالية ممكنة.
وأكّد التقرير أنه يتمّ استنفاد مخزونات الذخيرة على وجه الخصوص، و”لن يتمّ زيادة الإنتاج في الولايات المتحدة وأوروبا حتى أواخر عام 2024، كما أنه من المحتمل ألا تصل مقاتلات F-16 حتى العام المقبل أيضاً”.
تحديات أمام استمرار الدعم الخارجي لأوكرانيا
ومع استمرار الهجوم، تزداد صعوبة الحفاظ على المساعدات سياسياً في الولايات المتحدة كذلك، إذ من المتوقع أن تكون المعركة لتمرير مشروع قانون التمويل المقبل لأوكرانيا في الكونغرس هذا الخريف هي الأصعب حتى الآن، وقد أكدت مناظرة المرشح الجمهوري للرئاسة هذا الأسبوع العداء المتزايد في الحزب تجاه إرسال الأسلحة والمساعدات إلى كييف.
كما يشعر المسؤولون الأوروبيون بالقلق من أن الرئيس جو بايدن قد يتطلع في النهاية إلى دفع أوكرانيا نحو المفاوضات، في غياب تقدم كبير في ساحة المعركة، مع احتدام الحملة العام المقبل.
وقالت المصادر إن “الدعم الأميركي المستمر لأوكرانيا يظل ضرورياً لأنّ أوروبا وحدها لا تملك القدرة العسكرية لتعزيز قوات كييف بشكل كافٍ”.
وقالت سامانثا دي بينديرن، الزميلة المشاركة في المعهد الملكي للشؤون الدولية، إنه “إذا وصل القتال إلى طريق مسدود خلال فصل الشتاء، فإنها مشكلة كبيرة حقاً، وسيكون هناك إرهاق من الحرب”، وأضافت أنّ “الولايات المتحدة ستصبح أقل اهتماماً بما يحدث في أوكرانيا، وسيكون من الصعب أكثر فأكثر على الأوروبيين إقناع الأميركيين بأن أوكرانيا مشكلة أميركية”.
وفي وقت سابق من هذا العام، كانت الولايات المتحدة وأوروبا متفائلتين بشأن إحراز تقدم كبير، حيث قامتا بإرسال مركبات مدرعة وأنظمة صواريخ وأسلحة أخرى إلى أوكرانيا، وإرسال وحدات كاملة للتدريب في دول “الناتو”، ولكن تمّ استبدال هذا الأمل باعتراف على مضض بأنه حتى الأسلحة والتكتيكات المتقدمة ليست كافية لهزيمة دفاعات روسيا الضخمة والتي لا تزال قادرة بسرعة.
روسيا تستطيع القتال لمدة عام آخر على الأقل
وفي المقابل/ يشير تقرير “بلومبرغ” إلى أنّ روسيا “تمكنت من الالتفاف على محاولات الحلفاء لتجويع مجهودها الحربي من المكونات الرئيسية، ولديها ما يكفي من الذخائر لمدة عام آخر على الأقل من القتال”، بحسب المصادر، التي أشارت بدورها إلى أن الكرملين “تمكن أيضاً من الاستمرار في جلب قوات جديدة إلى الجبهة”.
وأوضح مسؤولون غربيون أنّ “تقييم بوتين هو أنّ حرب استنزاف طويلة تمنح روسيا ميزة، مما يضع العبء على الولايات المتحدة وأوروبا لإثبات خطئهما”.
وفي حين يظل الكرملين مقتنعاً بقدرته على الصمود بنفسٍ أطول، فإن عملية التجنيد تسير على قدم وساق لتسليم 230 ألف جندي جديد هذا العام، وهو رقم غير قليل وإن كان أقل من هدف الكرملين البالغ 400 ألف جندي، وفقاً لمسؤول بريطاني، كما نجحت روسيا في تعزيز ذخائرها وإمداداتها الأخرى.