كان المفترض بالهدنة الإنسانية التي أعلنتها الأمم المتحدة قبل عام من الآن أن تتقدم للأمام وتحقق إنجازات ومواقف إيجابية وأن تترجم إلى مواقف عملية وأن لا تبقى مجرد تصريحات إعلامية لأن دول تحالف العدوان رحبت بالهدنة وأعلنت موافقتها على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بشأن بنود الهدنة،
وحصل ترحيب وقبول بالهدنة من قبل القيادة اليمنية في صنعاء بل كان من المهم أن تتقدم الهدنة وتشق طريقها نحو السلام الشامل ولا تقتصر فقط على تنفيذ بنودها، ولكن مماطلة وغطرسة ومراوغة دول تحالف العدوان في تنفيذ بنود الهدنة جعلت من الهدنة نفسها مشكلة تعيق الحل وتفاقم المعاناة في اليمن، ويعد مرور عام على إعلان الهدنة دون تحقيق نتائج حقيقية وكبيرة بمثابة دليل واضح على أن دول تحالف العدوان غير صادقة وغير جادة في التخفيف من معاناة الشعب اليمني المحاصر، ناهيك عن وقف العدوان وفك الحصار وإحلال السلام في اليمن بشكل شامل ودائم، فمن ماطل في تنفيذ بنود الهدنة كاملة وحال بينها وبين أن تتقدم للأمام لا يمكن أن يكون لديه نوايا جادة وحقيقة لإنهاء العدوان وإحلال السلام وهذا يدفع قيادة الشعب اليمني في صنعاء إلى اتخاذ مواقف حازمة تضع حداً لمهزلة دول تحالف العدوان.
مرور عام على الهدنة في اليمن يثير الكثير من التساؤلات في أوساط الشعب اليمني، أبرزها: إلى متى ستستمر الهدنة؟ وكم من الوقت ستستغرق الهدنة حتى يتحقق السلام الشامل والعادل في اليمن؟ خصوصاً أن الغطرسة والمماطلة والمراوغة استراتيجية ثابتة بالنسبة لدول تحالف العدوان التي تنصلت عن تنفيذ البنود التي تم على أساسها إعلان الهدنة حيث قيل يومها إن الهدنة هي إنسانية وتهدف إلى تخفيف المعاناة عن الشعب اليمني من وطأة العدوان والحصار الذي تجاوز العام الثامن غير أن دول تحالف العدوان لم تلتزم إلا بالقليل مما تم الاتفاق عليه وكان المفترض أن يحصل مستجدات وتقدماً في الملفات الإنسانية والسياسية والعسكرية وغيرها ليستتب الأمن ويتحقق السلام.
كم من السنين ستحتاجها الهدنة حتى تصل إلى تحقيق السلام الشامل في اليمن؟ العدوان على اليمن مستمر بمختلف الطرق والأساليب، والحصار الاقتصادي الذي تفرضه دول تحالف العدوان على الشعب اليمني قائم وثابت ومستمر رغم مرور عام من إعلان الهدنة التي كان من المفترض أن تحقق الكثير من الخطوات الإنسانية وتتقدم نحو الأمام وتعمل على صناعة سلام شامل وعادل في اليمن ينهي العدوان ويفك الحصار وينهي الاحتلال ويضع حداً للمعاناة الإنسانية التي تفتك بملايين اليمنيين جراء العدوان والحصار الذي تفرضه دول تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي.. إن مرور عام على إعلان الهدنة يكشف للجميع بكل وضوح أن غطرسة ومراوغة دول تحالف العدوان قائمة على عدم الجدية في تحقيق السلام في اليمن وإنهاء العدوان وفك الحصار، وتنصلها عن تنفيذ بنود الهدنة أكبر دليل على ذلك.
عام من الهدنة كان كفيلا بإنهاء العدوان وفك الحصار وإحلال السلام في اليمن لو كان هناك نوايا حقيقية وجادة وصادقة من قبل دول تحالف العدوان ولكن مماطلة دول العدوان تشير إلى أن الأمور إذا استمرت كما هي فسوف تستغرق الهدنة أعواما كثيرة ولن تصل إلى السلام أبداً، لقد وصلت الأمور إلى مرحلة لا بد من الوصول فيها إلى نتيجة، إما أن تتقدم الهدنة وتتجاوز بنودها لتصنع السلام الحقيقي والشامل والدائم في اليمن من خلال وقف العدوان وفك الحصار وإنهاء مظاهر الاحتلال أو تتجه الأمور إلى التصعيد العسكري من جهة القوات المسلحة اليمنية التي طال صبرها وانتظارها وبات من الضرورة أن تعمل ما يجب عليها القيام به لتضع حداً للمهزلة التي تمارسها دول تحالف العدوان، فصبر صنعاء وقيادتها قد نفد وانتهى وصار من الضروري جداً العمل على وقف العدوان بشكل تام وشامل بكل تفاصيله بأي شكل من الأشكال، وفشل الهدنة لا يعني فشل خيارات صنعاء الكثيرة والقوية، ولله عاقبة الأمور.