النظام الإقليمي الجديد وردود الفعل السلبية الأمريكية
العين برس/ تقرير
تحاول وسائل الإعلام الغربية الاستدلال على أن الشرط الأساسي للنظام الجديد في المنطقة سيكون تطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب. أفادت وكالة أسوشيتد برس وصحيفة وول ستريت جورنال نقلاً عن مسؤولين أمريكيين ، أن البنتاغون سيقترح قريبا نشر قوات مشاة البحرية المسلحة على السفن التجارية في الخليج الفارسي لردع القوات الإيرانية عن مهاجمتها.
وفي وقت سابق زعمت وسائل الإعلام الغربية أنه وفقًا لهذه الخطة فإن الآلاف من مشاة البحرية والبحارة الأمريكيين في طريقهم الآن إلى الخليج الفارسي بسفينة هجومية.
حيث أعلن الأسطول الخامس الأمريكي، الاسبوع المنصرم، وصول أكثر من 3000 بحار وجندي أمريكي إلى الشرق الأوسط، ضمن خطة أعلنتها وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون سابقاً. وزعم الأسطول الأمريكي الخامس في بيان، إن سفينة هجوم برمائية، وسفينة إنزال، وصلتا إلى البحر الأحمر، لـتوفير أصول جوية وبحرية إضافية للمنطقة.
وبحسب بيان القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية، دخلت السفينة الهجومية البرمائية USS Bataan (LHD 50) وسفينة الإنزال USS Carter Hall (LSD 50) البحر الأحمر بعد عبورها البحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس.
وأضاف البيان أن السفينتين تحملان معدات جوية وبحرية إضافية، بالإضافة إلى المزيد من مشاة البحرية والبحارة الأمريكيين، مما يوفر قدراً أكبر من المرونة والقدرة البحرية للأسطول الخامس الأمريكي.
ووفق البيان، يمكن للسفينة الهجومية البرمائية أن تحمل أكثر من عشرين طائرة ذات أجنحة دوارة وثابتة الأجنحة، بالإضافة إلى العديد من سفن الإنزال البرمائية.
كما تدعم السفينة عمليات الطائرات ذات الأجنحة الدوارة والمركبات التكتيكية ومراكب الإنزال البرمائية.
وأشار البيان إلى أن الوحدة السادسة والعشرين MEU، ومقرها كامب ليجون بولاية نورث كارولينا، قادرة على القيام بمهام برمائية، والاستجابة للأزمات وعمليات الطوارئ المحدودة لتشمل تمكين إدخال قوات المتابعة والعمليات الخاصة المعينة.
وكانت القيادة المركزية في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أعلنت، في 20 يوليو 2023، أن الولايات المتحدة تقوم بتعزيز تجمعها العسكري المتوجه إلى مضيق هرمز بواسطة سفينتي إنزال تابعتين للقوات البحرية، وهي خطوة تأتي لتصعيد التوتر في المنطقة في ظل التقارب الايراني العربي المتسارع فيها.
تم اختلاق هذه الفبركات الإعلامية في جين يُظهر سلوك أمريكا لحلفائها أن سجل أمريكا في المنطقة لم يكن أبدا مبعثاً للأمن. من جهة أخرى، وبالتزامن مع هذه التطورات، تم تسليط الضوء مرة أخرى على قضية تطبيع العلاقات بين السعودية والكيان الصهيوني.
في السياق، تحاول وسائل الإعلام الغربية الاستدلال على أن الشرط الأساسي للنظام الجديد في المنطقة سيكون تطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب.
نظرا إلى استياء الولايات المتحدة من عودة العلاقات بين إيران ودول الخليج الفارسي وتوسع نفوذ الصين في المنطقة، فإن تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في الخليج الفارسي من أجل الحصول على موافقة السعودية والإمارات بعد الانتقادات المستمرة لـ “التقاعس” الامريكي ستكون بمثابة محاولة لإحياء جسد ميّت في المنطقة.
في ظل هذه التطورات بدأت أمريكا التي تحاول دائما تحقيق أهدافها باستخدام الأساليب العسكرية لعبة جديدة يمتد ميدانها من شرق سوريا إلى الخليج الفارسي. ولكن يظلّ أن نقول بأن التطورات السياسية والأمنية في الأشهر المقبلة ورد فعل الدول الأخرى ستُحدّد كيف سيكون موقف وتأثير الدول المختلفة في النظام الجديد.