في كل عام، بعد 40 يومًا من استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام)، يسافر العديد من مسلمي العالم، الذين ينتمون إلی مذاهب مختلفة إلى العراق ويتجمعون في تجمع كبير مشهور بمسيرة الأربعين الحسيني. في غضون ذلك، يمكنك أن ترى مسلمين من دول إسلامية مختلفة، حتى غير المسلمين في هذه المسيرة العظيمة. وأولئك الذين لم يتمكنوا من السفر إلى العراق فهم يتابعون أخبار هذ الحشد العظيم.
المشاركون في هذه المسيرة لديهم دوافع مختلفة لهذا العمل، ويمكن ذكر أمثلة منها. أحد هذه الدوافع هو الدافع الديني. وهذا يعني أن بعض المشاركين في هذه المسيرة حاضرون في هذا التجمع بسبب حبهم لآل بيت النبي (صلی الله عليه وآله وسلم). إنهم مع الرغبة في زيارة سبط رسول الله يصلون العراق بكل صعوبة، حتى أن البعض منهم يضطر إلى اتخاذ طرق مختلفة والبقاء في بلدان مختلفة للوصول إلى العراق أخيرًا. من ناحية أخرى، يسافر بعض المسلمين إلى العراق بهدف خدمة الزوار، حيث نرى مواكب خاصة من دول أخرى على هذا الطريق وفي مدن مختلفة من العراق.
البعض يشاركون مسيرة الأربعين بدافع سياسي، ويعتقدون أن هذا الإجتماع الإنساني العظيم له رسالة واحدة وهي وحدة المسلمين وحتى غير المسلمين لمحاربة الظلم والمقاومة، كما يعتقدون أنه مع تجمع أكثر من 20 مليون مسلم و 10000 موكب في هذه المسيرة، فمن الممكن الحفاظ على هذه الوحدة في مواجهة الغطرسة العالمية، أي أمريكا وإسرائيل. حتى بعض الرهبان المسيحيين يمكن رؤيتهم بين الزوار. صحيح أن المسيحيين ليس لديهم دوافع دينية مثل المسلمين، لكنهم يعتقدون أيضًا أن هذه الحركة قد بدأت ضد الظلم ويمكن اعتبارها حركة مناهضة ضد طواغيت العالم.
تواجد المشاركين في مسيرة الأربعين، حتى من دون أي دافع، ليس أمر خالٍ من جدوی. فيما يتعلق بالشعب اليمني، حتى لو لم نأخذ في الاعتبار دوافعهم الدينية، فإن العديد من الدوافع السياسية، بما فيها تلك المذكورة سابقًا، يمكن أن تكون أحد الدوافع لتواجدهم في هذه المسيرة.