الجيش الأمريكي يكثف تدريباته للمرتزقة المنضمين حديثا إلى ميليشياته شرقي سوريا
العين برس/ تقرير
كثفت قوات “التحالف الدولي” المزعوم الذي يقوده الجيش الأمريكي من عمليات التدريب والمناورات العسكرية في قواعدها غير الشرعية في البادية السورية وحقول النفط والغاز والمنافذ الحدودية مع العراق، بعد دمج أعداد جديدة من المرتزقة والإرهابيين إلى التشكيلات العسكرية الموالية لها، خصوصًا ما يسمى “جيش سوريا الحرة” في منطقة التنف.
وقالت مصادر محلية مطلعة لوكالة “سبوتنيك”، إن هذه التدريبات جديدة من نوعها، حيث استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة، وتم تدريب المرتزقة والإرهابيين الجدد المنضمين حديثاً إلى صفوف ما يسمى “جيش سوريا الحرة”، الواجهة الجديدة لتنظيم “مغاوير الثورة السورية” وتنظيمات أخرى موالية لبريطانيا، على أسلحة صاروخية قد تكون سلمتها للتنظيم بعد انتهاء التدريبات في منطقة الــ(55 كم) في أقصى بادية محافظة حمص، المحاذية للعراق.
وتابعت المصادر أن قوات “التحالف الأمريكي” أنهت تدريباتها المكثفة للمرتزقة الجدد في تنظيم “مغاوير الثورة السورية” عبر مناورات عسكرية استمرت لعدة أيام وشملت كامل منطقة الـ(55 كم) عند مثلث الحدود السورية- العراقية- الأردنية.
وتضمنت التدريبات استخدام الذخيرة الحية في الهجمات، إضافة لتنفيذ مهام استطلاعية، وتهدف هذه المناورات والتدريبات العسكرية المشتركة إلى رفع الجاهزية القتالية لدى فصيل “مغاوير الثورة السورية” لاحتمال قيامها بهجمات قريبة، بحسب المصادر.
وأوضحت المصادر بأن التدريبات شهدت إخضاع مسلحين جدد انضموا إلى فصيل “مغاوير الثورة السورية”، وبينهم مسلحين سابقين في تنظيم “داعش” و”جبهة النصرة” الإرهابيين (محظورين في روسيا ودول عديدة)، تم نقلهم من سجون “قسد” أو مناطق انتشارها شرقي سوريا، وذلك بهدف توسيع عمليات ضرب مؤسسات الدولة السورية وحلفائها.
يذكر أن هذه التدريبات تندرج ضمن سلسلة تدريبية بإشراف ضباط الاستخبارات والجيش الأمريكي، كان آخرها في نهاية شهر أيار/مايو الماضي، حيث تم إجراء تدريبات ليلية بالذخيرة الحية، على مدار يومين ضمن منطقة الـ(55 كيلومترا) عند مثلث الحدود السورية العراقية الأردنية.
وفي نيسان/أبريل من العام الماضي، أشار العميد أوليغ غورافليوف نائب قائد مركز المصالحة بين الأطراف المتحاربة في سوريا، إلى مواصلة أمريكا وبريطانيا “العفو” عن مئات الإرهابيين في سوريا، “وقبولهم في الوحدات التي تسيطر عليها الولايات المتحدة، وتم نقل بعضهم إلى التنف”.
وتشكل البادية السورية فضاء صحراويا مفتوحا ومتداخلا مع منطقة الـ(55 كم)، التي لطالما شكلت مسرح نشاط رئيسي لفلول تنظيم “داعش” الإرهابي.
وتتحلق منطقة الـ(55 كم) التي تخضع (لحماية) الطائرات الحربية الأمريكية، حول قاعدة التنف اللاشرعية، التي تتخذها القوات الأمريكية على الحدود (السورية – العراقية – الأردنية) مقرا لجنودها ولبعض مسلحي التنظيمات العميلة لها وللجيش البريطاني، مثل تنظيم “مغاوير الثورة السورية” و”أحرار الشرقية” و”جيش أحمد العبدو”، باسمهم الأحدث “جيش سوريا الحرة”.
“الدفاع” عن القواعد الأمريكية في حقول النفط
وفي السياق نفسه، نقلت مصادر محلية مطلعة في ريف دير الزور لــ”سبوتنيك، أن انفجارات دوت في محيط قاعدة الجيش الأمريكي في (حقل العمر النفطي) شرقي دير الزور، خلال الساعات الماضية، ناجمة عن تدريبات عسكرية لقوات “التحالف الأمريكي” بمشاركة مسلحين من قوات “قسد” الموالية لها، للدفاع عن القواعد الأمريكية في حقول النفط.
وفي ريف محافظة الحسكة أكدت مصادر محلية لــ”سبوتنيك”، أن قوات الجيش الأمريكي بمشاركة مسلحين من “قسد” في قاعدة (حقول نفط الجبسة) في مدينة الشدادي في ريف الحسكة الجنوبي، أجرت تدريبات عسكرية وأطلقت خلالها ألعاب نارية وقنابل ضوئية في سماء المنطقة، وذلك كتمويه لعمليات التدريب العسكرية عبر الأسلحة الحية والقذائف التي تحاكي الدفاع عن القوات الأمريكية في حقول النفط.
وفي 9 حزيران/يونيو الفائت، دوت انفجارات متتالية في ريف الحسكة، ناجمة عن إجراء قوات “التحالف الأمريكي” تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية، في محيط قاعدتها في حقول نفط الرميلان شمال شرقي الحسكة، مستهدفة أهدافا وهمية لرفع الجاهزية القتالية لمسلحيها، تحسباً من أي هجوم محتمل.
ويواصل الجيش الأمريكي أنشطته في تجارة النفط المسروق من الحقول السورية التي يحتلها شمال شرقي البلاد، وخلال الآونة الأخيرة كثف ضباطه وجنوده عمليات تصدير النفط السوري المسروق عبر المعابر تمهيدا لبيعها في (الأسواق السوداء) العالمية.
وبحسب وزارة النفط السورية، تقدر كميات النفط التي ينهبها الجيش الأمريكي ومسلحين موالين له من الحقول السورية المحتلة، نحو 3 ملايين برميل شهريا من المواد الخام المستخرجة من حقول محافظات الحسكة والرقة ودير الزور.
تعزيزات مستمرة
وتأتي هذه التدريبات والمناورات بعد هجمات صاروخية تعرضت لها قواعد “التحالف الأمريكي” في المناطق المذكورة سابقا، والتي أدت لوقوع خسائر بشرية ومادية كبيرة في قواعدها، مع تكثف قوات الجيش الأمريكي من إدخال تعزيزات عسكرية ولوجستية إلى قواعدها شرقي سوريا والتي تتموضع بمحيط حقول النفط والغاز كان آخرها قافلة عسكرية كبيرة، دخلت، اليوم الأربعاء 5 تموز / يوليو، إلى قاعدة معمل غاز “كونيكو” شمال شرقي دير الزور.
وكشف رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي، سيرغي ناريشكين، عن الجنرال الأمريكي الذي يقود أعمال تنظيم “داعش” الإرهابي، في منطقة دمشق وجنوبي سوريا.
ونقل ناريشكين تقريرا خاصا أعدته الاستخبارات الخارجية الروسية قالت فيه، إن نائب قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكي، جيمس ميلوي، يقود أعمال تنظيم “داعش” الإرهابي في سوريا، حيث يقوم بتسليمهم صواريخ برؤوس حربية مليئة بالمواد السامة في منطقة قريبة من بلدتي الحوية وزافريا القريبة من قاعدة التنف العسكرية الأمريكية.
وأشار ناريشكين إلى أن المكان أصبح منطلقا للعصابات الإرهابية، وتم إنشاء لجنة استخبارات مشتركة أمريكية بريطانية، وهي في الواقع المقر الرئيسي للسيطرة على أعمال “داعش” في منطقة دمشق وجنوبي سوريا.