أعلن القائم بأعمال السفارة السورية في السودان بشر الشعار وفاة 15 مواطناً سورياً في السودان، جراء الاشتباكات المستمرة، منذ منتصف شهر نيسان/أبريل الجاري، بين الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع”.
وأكد أنه “منذ اندلاع الأحداث في السودان بادرت السفارة السورية إلى التنسيق مع جاليتها وهي ما يقارب 30 ألف شخص، وتمّ تسجيل أسماء الأشخاص الرّاغبين بالعودة إلى سورية وفرزهم وفق آلية معينة للتنسيق مع السفارات المعنية من أجل إجراءات النقل”.
وأضاف الشعار أنه “تم ّالتنسيق مع سفارات شقيقة وصديقة للمساعدة بإجلاء السوريين من الخرطوم عن طريق ميناء بور سودان على البحر الأحمر”، موضحاً أن “النّقل لم يكن بشكلٍ مباشر إلى سوريا بل إلى دول أخرى كالسعودية والأردن ودول صديقة أخرى”.
وتابع أنّ “معظم السوريين يتواجدون في العاصمة الخرطوم”، مشيراً إلى أنّ “السوريين ليسوا مستهدفين كسورييّن ولكن كل من يسكن الخرطوم قد يتعرض لأعمال الشغب المندلعة هناك”.
وأشار القائم بأعمال السفارة السورية لدى السودان إلى أنه ليس هناك جدول محدد لإجلاء الرعايا السوريين، وقال: “لن نترك السودان حتى مغادرة آخر سوري يريد الرحيل.. سنتابع عملنا في حال آلت الأمور إلى التهدئة”.
وتأتي هذه التطورات في وقت دخل فيه الصراع الأخطر في السودان يومه الـ 12، من دون أي بوادر لحل قريب.
ودفعت المعارك المتواصلة بين الجيش وقوات “لدعم السريع”، الكثير من الدول إلى تكثيف جهودها لإجلاء رعاياها أو أفراد بعثات دبلوماسية، براً وبحراً وجواً.
كما تسببت المعارك بين الجيش وقوات “الدعم السريع” بمقتل نحو 512 شخصاً وإصابة 4193 منذ بداية الاشتباكات، ودفعت عشرات الآلاف إلى النزوح من مناطق الاشتباكات نحو ولايات أخرى، أو في اتجاه تشاد ومصر.
الصين ترسل سفناً لإجلاء رعاياها من السودان
وأعلنت وزارة الدفاع الصينية، اليوم الخميس، أنّ الصين أرسلت سفن قوتها البحرية إلى السودان لمساعدة رعاياها على مغادرة هذا البلد بسبب حالة الفوضى التي يشهدها حالياً.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية تان كيفي، إنّ “تدهور الوضع الأمني في السودان مستمر”.
وأضاف: “من أجل حماية أرواح وممتلكات المواطنين الصينيين، أرسلت البحرية الصينية الأربعاء سفناً لاستعادة وإجلاء الرعايا الصينيين من الدولة الأفريقية”.
وأعلنت بكين، الإثنين الماضي، أنها أجلت مجموعة أولى من مواطنيها، وقدرت عدد الصينيين الذين كانوا يعيشون في السودان قبل بدء المعارك بـ1500 شخص.
وتقول الصين إنها أكبر شريك تجاري للسودان، وإنّ أكثر من 130 شركة صينية كانت توظف استثمارات وتعمل هناك في منتصف 2022.
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ أعلنت أنه سيتم إجلاء نحو 800 صيني من السودان عن طريق البحر بين 25 و27 نيسان/أبريل الجاري، مضيفةً أنّ أكثر من 300 آخرين سافروا براً إلى دول مجاورة.
ميدانياً، تكثفت العمليات العسكرية الأسبوع الجاري في السودان، مع بدء سريان الهدنة الجديدة لوقف لإطلاق النار لمدة 72 ساعة الثلاثاء، حيث طال القصف المستشفيات، في ظل تبادل الاتهامات بين طرفي النزاع.
وأمس الأربعاء، أعطى رئيس المجلس العسكري الحاكم في السودان، عبد الفتاح البرهان، “موافقته المبدئية” على مقترح الهيئة الحكومية الدولية للتنمية في أفريقيا “إيغاد”، تمديد الهدنة 72 ساعة، وإيفاد ممثل إلى محادثات ستجري في جوبا.
وأوضح الجيش السوداني أنّ المبادرة “تشمل تمديد الهدنة الحالية 72 ساعة إضافية، وإيفاد ممثل للجيش وممثل للدعم السريع إلى جوبا للتفاوض حولها”.
وكان مستشار قائد قوات “الدعم السريع”، هارون محمود مديخير، قد قال في حديث إلى الميادين، إنّ “قوات الدعم السريع ملتزمة الهدنة، ويجب إنهاء هذا الصراع في السودان”، وشدد على أنّ “هناك حركات متشددة دخلت على خط الصراع في السودان”، مضيفاً أنّ “هذه الحرب لن تنتهي إلّا بتسليم البرهان نفسه”.
وتتواصل المخاوف الحياتية التي تسيطر على المواطنين في السودان، مع تواصل الحرب، وارتفاع وتيرة الاقتتال، من نقصٍ في الغذاء والأدوية وارتفاع الأسعار، إلى إقفال المستشفيات والجامعات، والانقطاع في الكهرباء والاتصالات. كذلك تتفاقم المخاوف بين الأطباء، بعد سلسلة اغتيالات طالت الطاقم الطبي، بينما تراقب المنظمات الإنسانية الأوضاع المتردية في البلاد.