شهدت العاصمة السودانية الخرطوم بعض الهدوء في ظل هدنة تستمر 7 أيام (وتنتهي غداً الإثنين) أدت على ما يبدو إلى تقليل الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، غير أنها لم تقدم بعد المساعدات الإنسانية المنتظرة لملايين المحاصرين في العاصمة.
وفرّ عشرات الآلاف من السودان إلى جنوب السودان، بسبب تواصل الاشتباكات الدائرة بين الجيش السوداني، وقوات “الدعم السريع” منذ أكثر من شهر، حيث عبر نحو 50 ألف شخص إلى بلدة الرنك الحدودية، حيث يقيم الكثيرون في أكواخ على امتداد الطريق، وفي مبانٍ حكومية في أنحاء البلدة، رغم مرور اليوم الـ5 من هدنة وقف إطلاق النار.
وأفاد سكان في العاصمة السودانية الخرطوم لوكالة “فرانس برس” السبت بوقوع ضربات جوية وقصف بالمدفعية، منذ الدقائق الأولى لهذه الهدنة، التي اتفق عليها في 20 أيار/مايو، في مدينة جدة السعودية، وجاءت بعد 5 أسابيع من اندلاع الحرب.
وقال شهود عيان السبت إن الخرطوم تشهد بعض الهدوء، بالرغم من ورود أنباء عن اشتباكات متفرقة خلال الليل في مناطق بجنوب العاصمة وفي مدينة أم درمان المقابلة لها عبر نهر النيل وهي إحدى نقاط الدخول المهمة للعاصمة.
وتهدف الهدنة التي وقعها طرفا الصراع، الإثنين، لضمان ممر آمن للمساعدات الإنسانية والتمهيد لمحادثات أوسع نطاقا برعاية الولايات المتحدة والسعودية.
الأزمة الصحية تضرب 3 ولايات سودانية
إنسانياً، أعلن وزير الصحة السوداني، هيثم محمد، في مؤتمر صحفي عُقد في بورتسودان، أن ثلاث ولايات في السودان، وهي الخرطوم وجنوب ووسط دارفور، تعاني من أزمة في الخدمات الصحية نتيجة الاشتباكات المستمرة منذ 15 نيسان/ أبريل الماضي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وأوضح وزير الصحة السوداني أن 30 مستشفى في ولاية الخرطوم يجد صعوبة في تقديم الخدمات الصحية بسبب وجود قوات الدعم السريع في داخلها، بالإضافة إلى عدد من المستشفيات الرئيسية.
وكشف أن المخزون الدوائي المخصص لعلاج أمراض الكلى والدم يكفي لمدة شهرين تقريباً، وهناك توقعات بحدوث نقص في أدوية الأمراض المزمنة في البلاد.
“حياة أو موت”
وأوقعت الحرب، التي اندلعت في الـ15 من نيسان/أبريل، 1800 قتيل، وفق منظمة “أكلد” غير الحكومية، المتخصصة برصد النزاعات.
وأرغمت هذه الحرب ما يزيد على مليون شخص على النزوح داخل السودان، أحد أفقر بلدان العالم، وهجّرت 300 ألف سوداني، على الأقل، إلى الدول المجاورة، التي تعاني في الأصل أزمات، بحسب الأمم المتحدة.
ويحتاج أكثر من نصف السودانيين، الذين يبلغ عددهم 25 مليوناً، من أصل 45 مليوناً، إلى مساعدات إنسانيةً، من أجل البقاء في قيد الحياة.
وعلى الرغم من ذلك، فإنه لم يتسنَّ، بعد 4 أيام من الهدنة، تأمين أي ممر إنساني، الأمر الذي عوّق مغادرة المدنيين مناطق القتال.
وبينما يتبادل الجيش وقوات الدعم السريع الاتهامات بخرق الهدنة، دعا الصليب الأحمر الدولي إلى “إسكات السلاح، لأنّها مسألة حياة أو موت”.