لا تزال المصالحة السعودية – الايرانية ترخي بظلالها على المنطقة برمّتها ومن ضمنها لبنان الذي يترقب النتائج السياسية لهذا الاتفاق بتسوية تخرج بانتخاب رئيس جديد للجمهورية وتأليف حكومة جديدة تمهّد لمرحلة النهوض الاقتصادي.
وكتبت صحيفة البناء اليوم الثلاثاء، أن رئيس مجلس النواب نبيه بري بدأ بمروحة اتصالات مع الكتل النيابية لجسّ نبضها بما خصّ انتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لا سيما كتلتي اللقاء الديمقراطي والاعتدال الوطني والمستقلين على أن يسعى بري لتأمين أكثرية نيابية كمرحلة أولى ثم السعي لتأمين نصاب الجلسة التي تؤمن الميثاقية”. كما علمت أن حزب الله أيضاً يسعى عبر اتصالاته لتأمين أكثرية لفرنجية.
واذا كانت بعض الاطراف الداخلية قد أدرجت الموقف السعودي في خانة الطرف في الملف الرئاسي، ونسبت اليه فيتوات على بعض المرشحين، الا انّ ما حملته زيارة البخاري الى عين التينة من ايجابيات، وفق ما اكدت مصادر موثوقة لـصحيفة الجمهورية، أعادت ترسيم الموقف السعودي من الملف الرئاسي ضمن حدود التأكيد على ان الانتخابات الرئاسية في لبنان شأن يعني اللبنانيين، وحرص المملكة على استقرار لبنان، وعلى ان يتمكن اللبنانيون من انجاز هذا الاستحقاق، وهو الموقف الذي أكد عليه وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان قبل نهاية الاسبوع الماضي، بأنّ لبنان يحتاج الى تقارب لبناني، وان على القادة السياسيين فيه ان يقدّموا المصلحة اللبنانية على أي مصلحة أخرى.
من جهتها كتبت صحيفة النهار تقول: تأويلات وتحليلات ورهانات وحسابات متسرعة يتقاذفها اللبنانيون في شأن الاتفاق السعودي الايراني، ونتائجه وتداعياته على الملف الرئاسي تحديدا. على الخط الرئاسي، تضاربت المعلومات حول الموقف السعودي من الانتخابات، اذ ذكرت معلومات أن السفير السعودي وليد بخاري أبلغ رئيس مجلس النواب نبيه بري رسالة سعودية حاسمة تتعلق بمواصفات رئيس الجمهورية، والتي تنطلق من مندرجات اللقاء الخماسي ومشاورات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون – وولي العهد السعودي محمد بن سلمان والبيان الثلاثي في نيويورك”.
واكدت مصادر ان المملكة لم ولن تبدل في موقفها. وان البخاري طرح على القيادات اللبنانية السعي لتخطي الاسماء التي تشكل صداما، والانتقال الى شخصيات تحظى بتوافق القوى السياسية.
ولم يشأ السفير السعودي الخوض في الاسماء مع المرجعيات التي يلتقيها، مؤكدا أن على اللبنانيين أن يبحثوا عن الافضل لهم ولمستقبل بلادهم، ولا مرشح تقف خلفه السعودية وتدعمه، بل هي تقف وراء اللبنانيين ورغبتهم في جمهورية تستعيد الثقة. وفي المعلومات أن معادلة سليمان فرنجية- نواف سلام لم تكن من صنع سعودي، أما الاقرب الى المملكة فهو خيار الاسم التسوية.
لكن مصادر اخرى تصنف نفسها قريبة من المملكة، رأت ان الاجتماع مع بري، شكل بداية مرحلة تشاور ستفضي الى الاتفاق على الوزير السابق سليمان فرنجيه رئيسًا، خصوصا مع التقارب السعودي السوري المرجح قريبا جدا.
وعلى عكس النهار رأت صيحفة الديار أن لا جديد سعوديا! وكتبت: بالامس، تحركت الديبلوماسية السعودية باتجاه رئاسة مجلس النواب وكذلك “رئيس حزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ، وبينما حرص السفير السعودي الوليد البخاري على تعميم اجواء ايجابية علنا، سرب عبر مصادره الاعلامية والسياسية المعتمدة تأكيدات عن عدم وجود تغيير في موقف بلاده حيال مواصفات الرئيس اللبناني المقبل.
طبعا حتى الآن، تقول اوساط ديبلوماسية البخاري يقول الحقيقة، فهو لم يتبلغ من الخارجية السعودية أي جديد حيال مقاربة الملف اللبناني، ومن السابق لأوانه ان يحصل هذا الامر. فالتفاهم الوليد يحتاج الى بعض الوقت كي يتبلور الى افعال، وكل طرف الآن ينتظر من الطرف الآخر خطوات بناء للثقة كي “يبنى على الشيء مقتضاه.