تجدد الاشتباكات العنيفة بين طرفي النزاع في الخرطوم وتحذيرات من تفشي الأوبئة بمخيمات اللاجئين
العين برس/ السودان
الاشتباكات تتواصل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ومنظمة إغاثية تحذّر من أنّ النزاع المتواصل يهدّد بتفشي الأمراض وسوء التغذية بين أطفال مخيمات النازحين.
تجددت اليوم الاحد عمليات القصف والاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، في وقت حذّرت في منظمة إغاثية من أنّ النزاع المتواصل يهدّد بتفشي الأمراض وسوء التغذية بين الأطفال داخل مخيمات النازحين.
وأبلغ شهود في ضاحية أم درمان في شمال غرب الخرطوم وكالة “فرانس برس” عن وقوع “اشتباكات عنيفة بمختلف أنواع الأسلحة في مناطق حي العرب والسوق الشعبي والعرضة”.
كما حلّقت طائرات مقاتلة في سماء العاصمة وضواحيها، بحسب السكان.
بدورها، أعلنت قوات الدعم السريع، اليوم الأحد، في بيان أنها “أسقطت طائرة حربية من طراز ميغ في منطقة شمال بحري (الكباشي)”.
وأضاف البيان أنّ عناصر قوات الدعم السريع “تصدوا لاعتداءات فلول النظام البائد بإسقاط طائرة من طراز ميغ كانت تقصف المواطنين الأبرياء”.
وأفاد شهود عيان، بشنّ عناصر الدعم السريع هجوماً على مقرّ لقوات الاحتياطي المركزي في وسط أم درمان.
وقال آخرون لوكالة “فرانس برس”، إنهم شاهدوا “أعداداً من عربات قوات الدعم السريع تتجه نحو منطقة الشجرة التي تقع فيها قيادة سلاح المدرعات”، جنوب الخرطوم.
ونقلت وكالة “الأناضول” عن شهود عيان قولهم إنّ اشتباكات اندلعت في منطقة جنوبي الخرطوم، بأسلحة ثقيلة وخفيفة، كما شهدت مدينة أم درمان قتالاً عنيفاً وسُمعت أصوات دوي المدافع، بالإضافة إلى تحليق مكثف للطيران الحربي وتصاعد ألسنة اللهب والدخان.
كما اشتبكت قوات من الجيش مع مجموعات من الدعم السريع في حيي الحلفايا والكدرو بمدينة بحري شمالي العاصمة.
وكانت وكالة الأنباء السودانية الرسمية “سونا” قد ذكرت، أمس السبت، أنّ سلطة الطيران المدني أعلنت تمديد فترة إغلاق المجال الجوي السوداني أمام حركة الطيران حتى العاشر من تموز/يوليو الجاري.
وأوضحت الوكالة أنّ قرار التمديد الذي صدر في نشرة “نوتام”، استثنى رحلات المساعدات الإنسانية ورحلات الإجلاء، بعد الحصول على تصريح من الجهات المختصة.
وأدى النزاع إلى مقتل نحو 2800 شخص ونزوح أكثر من 2.8 مليون شخص.
وتتركز المعارك في العاصمة ومناطق قريبة منها، إضافةً إلى إقليم دارفور بغرب البلاد، حيث حذّرت الأمم المتحدة من أنّ ما يشهده قد يرقى إلى “جرائم ضد الإنسانية” ويتخذ أبعاداً عرقية.
عنف جنسي إضافي
ولجأ أكثر من 600 ألف شخص من النازحين إلى دول مجاورة، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة، وخصوصاً إلى مصر شمالاً وتشاد غرباً.
واستقبلت تشاد الحدودية مع دارفور آلاف الفارين من الإقليم، الذي توازي مساحته ربع مساحة السودان.
ومنذ اندلاع النزاع، شهد إقليم دارفور بعضاً من أسوأ أعمال العنف التي ترافقت مع انتهاكات إنسانية وجنسية، وجرائم قتل على أساس عرقي، وعمليات نهب واسعة النطاق، وفق ما تؤكد منظمات إنسانية وشهود.
والسبت، أفادت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل الحكومية عن تسجيل حالات جديدة من العنف الجنسي ضد النساء في الخرطوم ودارفور، خصوصاً في مدينة الجنينة مركز ولاية غرب دارفور.
وقالت في بيان عبر صفحتها في “فيسبوك”، السبت، إنه “بلغ إجمالي حالات الاعتداء الجنسي في الخرطوم 42 حالة.. بينما سجلت في الجنينة 21 حالة عنف جنسي مرتبط بالنزاع”، مشيرةً إلى أنّ البلاغات والشهادات بمعظمها قُيّدت ضد عناصر ينتسبون إلى قوات الدعم السريع.
وسبق للوحدة أن سجّلت 25 حالة اعتداء جنسي في نيالا عاصمة جنوب دارفور.
وأعادت الأحداث الراهنة في دارفور إلى الأذهان الذكريات المريرة لأعمال العنف الدامية التي شهدها السودان على مدى عقدين من الزمن اعتباراً من عام 2003، في نزاع أوقع نحو 300 ألف قتيل وشرّد 2.5 مليون شخص، بحسب الأمم المتحدة.
وحذّر حاكم دارفور وزعيم التمرد السابق، مني مناوي، السبت، من أنّ النزاع الراهن دخل “مرحلة حرجة”.
وقال عبر “تويتر” إنّ “الحرب في السودان دخلت مرحلة حرجة تهدد وحدة البلاد وقد تضاءلت فرص النجاح لكل المبادرات الإقليمية والدولية للخروج من الأزمة”.
حصبة في المخيمات
وحتى قبل اندلاع النزاع الحالي، كان السودان يعدّ من أكثر دول العالم فقراً. ويحتاج 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف عدد السكان، لمساعدة إنسانية وحماية، بحسب الأمم المتحدة.
ولجأ مئات الآلاف من النازحين داخل البلاد إلى مناطق بقيت في منأى عن المعارك، لكنها تعاني كغيرها من صعوبة في توفير الخدمات الأساسية.
والأحد، حذّرت منظمة “أطباء بلا حدود” من أنّ ولاية النيل الأبيض، على مسافة نحو 350 كلم جنوب الخرطوم، باتت تستقبل “أعداداً متزايدة” من النازحين.
وكتبت عبر “تويتر”: “تستضيف 9 مخيمات مئات آلاف الأشخاص، معظمهم من النساء والأطفال”، محذّرةً من أنّ “الوضع حرج” في ظل الاشتباه بحالات الحصبة وسوء التغذية لدى الأطفال.
وأبرم طرفا النزاع أكثر من هدنة، غالباً بوساطة الولايات المتحدة والسعودية، سرعان ما كان يتمّ خرقها.
وتكرر المنظمات الإنسانية التشديد على أهمية تخصيص ممرات آمنة لعبور المساعدات، خصوصاً مع بدء موسم الأمطار الذي يمتد بين حزيران/يونيو وأيلول/سبتمبر، ويتسبب بفيضانات تودي بضحايا وتعيق الحركة على الطرق.