أعلن الجيش السوداني، الأحد 16 أبريل 2023، سيطرة قواته على قواعد ومقرات قوات الدعم السريع في سبع ولايات، في حين دعت قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي إلى وقف المواجهات العسكرية والعودة لطاولة التفاوض، بينما حذرت الأمم المتحدة من تدهور أكثر على صعيد الأوضاع الإنسانية، المتدهورة أصلاً في السودان، إثر اندلاع القتال في العاصمة الخرطوم ومناطق متعددة من البلاد.
وفي بيان نشره الجيش على فيسبوك، قال “إن القوات سيطرت على قواعد الدعم السريع في بورتسودان وكسلا والقضارف والدمازين وكوستي وكادوقلي”
البيان أضاف أن أفراد قوات الدعم فروا من تلك المواقع، تاركين كل عتادهم ومركباتهم.
وفي وقت سابق، أعلن الجيش فرض سيطرته على أكبر قاعدة لقوات الدعم السريع في كرري (جبل سركاب) في أم درمان، بينما أفاد بيان ثان بأن الفرقة الرابعة مشاة (الدمازين) التابعة للجيش، تسلمت 35 عربة لاندكروزر من قوات الدعم السريع المتمردة بكامل أسلحتها وعتادها.
من جهتها، أعلنت قوات الدعم السريع أنها سيطرت على برج القوات البحرية في القيادة العامة.
وفي بيان الأحد، نفت قوات الدعم السريع ما يشاع حول مقتل قائديها بشمال وغرب دارفور، مؤكدة أنهما في أتم الصحة والجاهزية، ويشرفان بنفسهما على القتال.
في السياق، دعت قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي في السودان، إلى وقف المواجهات العسكرية فوراً والعودة لطاولة التفاوض.
وأضافت في بيان على “فيسبوك”: “ندعو قيادة القوات المسلحة وقوات الدعم السريع لتغليب الحكمة، وأن الخيار لحل القضايا العالقة هو معالجتها سلمياً عبر الحلول السياسية”.
في غضون ذلك، حذرت الأمم المتحدة من تدهور أكثر على صعيد الأوضاع الإنسانية المتدهورة أصلاً في السودان، إثر اندلاع القتال في العاصمة الخرطوم ومناطق متعددة من البلاد، قائلة إنه سيزيد عدد المعتمدين على المساعدات الإنسانية.
وكتب مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيت، على حسابه الرسمي بموقع “تويتر”: “قلِق للغاية بشأن آخر التطورات في الخرطوم (عاصمة) السودان”.
وتابع: “أن هناك 16 مليون سوداني يشكلون نحو ثلث عدد سكان البلاد بحاجة إلى المساعدات الإنسانية، وأن مزيداً من العنف سيجعل الأمور فقط أكثر سوءاً”.
من جانبها قالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين، إنها مصدومة من الأخبار القادمة من السودان، حيث يزداد الجوع عاماً بعد آخر.
واندلعت صباح السبت اشتباكات بين الجيش وقوات “الدعم السريع” في العاصمة الخرطوم، وتبادَل الطرفان اتهامات ببدء كل منهما هجوماً على مقارّ تابعة للآخر، بالإضافة إلى ادعاءات بالسيطرة على مواقع تخص كلاً منهما.
ووصف الجيش قوات “الدعم السريع” بـ”المتمردة”، متهماً إياها بـ”نشر الأكاذيب باعتداء قواتنا عليها، للتغطية على سلوكها المتمرد”.
واندلعت الاشتباكات قبل ساعات من لقاءٍ كان مرتقباً بين قائد الجيش، رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات “الدعم السريع”، حليفه السابق، الذي بات ألدَّ أعدائه، محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وثمة خلاف بين البرهان وحميدتي، بشأن دمج مقترح لقوات “الدعم السريع” في الجيش، حيث يريد البرهان إتمام العملية خلال عامين، هي مدة مرحلة انتقالية مأمولة، بينما يتمسك حميدتي بعشر سنوات، وهو خلاف يرى مراقبون أنه يُخفي أطماعاً في الحكم.
وجراء خلافهما تأجَّل مرتين التوقيع على اتفاق بين العسكريين والمدنيين، آخرهما كان مقرراً في 5 أبريل الجاري، لإنهاء الأزمة التي يعيشها السودان منذ انقلاب البرهان على الحكومة المدنية في 2021، عبر حزمة إجراءات استثنائية.