الاعلام المناوئ يعتمد مقاربتين في التعامل مع ملحمة الاربعين
العين برس/ متابعات
خلال ندوة “الاربعين، وحدة المقاومة واقتدارها”، تمت الاشارة الى جهود العراق حكومة وشعبا لاستضافة زوار الاربعين، وضرورة الوحدة لتحقيق اقتدار العالم الاسلامي، وكذلك اعتماد وسائل الاعلام المناوئة نوعين من التعامل مع ملحمة زيارة الاربعين.
وخلال ندوة “الاربعين، وحدة المقاومة واقتدارها”، التي استضافتها مؤسسة دراسات العالم المعاصر، يوم الاثنين، أكد الخبير البارز في قضايا غرب آسيا، رضا صدرالحسيني، أن فلسطين باعتبارها الموضوع الاساس في العالم الاسلامي، تحظى باهتمام زوار الاربعين، مصرحا: ان 640 من العلماء الشيعة والسنة من مختلف البلدان اجتمعوا وتداولوا الآراء بشأن موضوع الاربعين. الا ان نظام الهيمنة وبواسطة وسائل اعلامه اعتمد نوعين من المقاربة في التعامل تجاه موضوع الاربعين في السنوات السابقة، الاول التعتيم الاعلامي والآخر التقليل من الاجتماع المليوني للمسلمين.
وتابع: ان بعض وسائل الاعلام الاساسية ذات المرجعية العالمية، لم تنشر اي خبر حول الاربعين، ومارست التعتيم الاعلامي تجاه هذه الملحمة العظيمة. والقسم الآخر، ونظرا لانعكاس الاربعين في مواقع التوالصلل الاجتماعي، اضطرت الى تناوله، ولكنها تعاملت معه وكأنه اجتماع محدود من اجل التقليل من شأنه.
ولفت صدرالحسيني الى ان الاربعين تمثل اكبر اجتماع انساني، مصرحا: ان بعض المحللين زعموا ان البلدان الشيعية تريد ان تجعل الاربعين بديلا عن الحج. إنهم يرومون من خلال ذلك الى التقليل من التجمع العظيم لزوار الاربعين. الا ان ما تؤكده تعاليمنا العقلية والدينية، هي ان ما يغيظ الاعداء، علينا ان نعظمه ونهتم به. وبناء عليه، فعلى وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والافتراضية وجميع الاشخاص المعتقدين بالتوحيد، ان يولوا اهتماما خاصا بهذه الملحمة.
وشدد على ان موضوع الاربعين ليس موضوعا جديدا ويعود الى اكثر من ألف عام، كما ان موضوع الاربعين امر مقبول في التقاليد الاسلامية، فعادة ما تُعقد المراسم في اربعين المتوفين او الشهداء. ولكن نظرا لنوع استشهاد الامام ابي عبدالله الحسين عليه السلام، فإن اربعين الامام الحسين يختلف عن سائر الائمة وحتى النبي الاعظم (ص).
وأشار هذا الخبير البارز، الى ان الاربعين لا يخص فقط شيعة العراق وايران، بل ان قسما لافتا من اهل السنة يقومون بأمر ضيافة الزوار، ولا يفرق لديهم الشيعي والسني، والنقطة اللافتة في الاربعين هي حضور غير المسلمين وعلماء سائر الاديان في هذه المسيرة العظيمة.
وأشاد صدرالحسيني بالجهود التي يبذلها العراق حكومة وشعبا لاستضافة زوار الاربعين، داعيا الزوار الضيوف الى ضرورة التعرف على ثقافة المضيف، قائلا ان المضيفين العراقيين يبذلون بكل اخلاص كل ما لديهم للزوار.
وأشار الى ان اصحاب المواكب العراقيين زاروا ايران عدة مرات، ومن المقرر ان يحصل ذلك بعد اربعين هذا العام، مضيفا: ان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، اتخذ اجراءات مخلصة لاستضافة الزوار، ففي السنوات الاخيرة ثبت هذا الامر بأن الاواصر بين الشعوب مؤثرة في العلاقات بين الحكومات.
كما أكد هذا الخبير البارز، ان استضافة هذا التنوع الكبير من مختلف الجنسيات ليس امرا سهلا، مشددا على ضرورة التمسك بالوحدة باعتبارها النافذة التي تؤدي الى اقتدار الشعبين، والتي بدورها ستشكل ارضية لاقتدار العالم الاسلامي.
وحذر صدرالحسيني من محاولات الاستكبار العالمي اثارة التفرقة والشحناء بين ايران والعراق، وصرح: لا ينبغي ان ننسى اننا والعراق أمة واحدة، وان الموضوعات المختلفة لا يمكنها ان تفرق بيننا. واليوم هناك عنصر في المعادلات الاقليمية باسم المقاومة، وأساس هذا الموضوع يعود الى الايمان السنن الالهية والتمسك بالاديان التوحيدية.