إستمرار القتال في الخرطوم..وتحذير أممي من تدهور الوضع إنسانياً
العين برس / السودان
أعمال العنف والقتال تتواصل في أنحاء العاصمة، الخرطوم، بعد ساعات على اتفاق الطرفين على وقف لإطلاق النار قصير الأمد ابتداءً من الاثنين.
تتواصل أعمال العنف والقتال في أنحاء الخرطوم، اليوم الأحد، بعد ساعات على تعهد الطرفين المتنازعين على السلطة في السودان بوقف إطلاق النار لمدة أسبوع اعتباراً من مساء الاثنين.
وأكّد سكان العاصمة صباح اليوم، سماع “غارات جوية” عنيفة بشكل متزايد، موضحاً أنّها “هزّت جدران المنازل”. وفي جنوب الخرطوم، تحدث شاهد عيان أيضاً عن “تجدد الاشتباكات في منطقة الصحافة”.
إستمرار القتال في الخرطوم..وتحذير أممي من تدهور الوضع إنسانياً
وتأتي هذه التطورات، بعدما أعلنت الولايات المتحدة والسعوديّة، في بيان مشترك، أنّ ممثّلي الجيش السوداني وقوّات الدعم السريع وافقوا على وقف إطلاق نار جديد، مدّته أسبوع، ويبدأ غداً الاثنين.
وأوضح البيان أنّ وقف النار “يُمكن تمديده بموافقة الطرفَين”، مشيراً إلى أنّ طرفي النزاع اتّفقا أيضاً على “إيصال وتوزيع المساعدات الإنسانيّة، واستعادة الخدمات الأساسيّة وسحب القوّات من المستشفيات والمرافق العامّة الأساسيّة”.
ولفت البيان المشترك إلى أنّ وقف النار “يدخل حيّز التنفيذ الساعة 21:45 بتوقيت الخرطوم (19:45 ت غ) يوم 22 أيّار/مايو الجاري، ويستمرّ سبعة أيّام”.
وهذا الاتفاق هو ليس الأول منذ بدء الحرب، إذ اتفق الطرفان على ما يقرب من 12 هدنة قاما بخرقها كلها، بعد دقائق من التنفيذ.
وكان الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” قد اتفقا في 12 أيار/مايو الحالي، بعد اجتماع أطراف النزاع السوداني في مدينة جدة السعودية، على جملة بنود أولها تجنيب المدنيين أي ضرر.
وأعفى رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، الجمعة، منافسه قائد قوات “الدعم السريع” محمد حمدان دقلو، المعروف باسم (حميدتي)، من منصب نائب رئيس المجلس، واستبدله بعضو المجلس وزعيم “الحركة الشعبية لتحرير السودان” مالك عقار.
ووقع مالك عقار في 2020، ومعه قادة حركات تمرد اتفاق سلام مع الخرطوم، وهو عضو في مجلس السيادة منذ شباط/فبراير 2021.
وأعلن في بيان أصدره السبت أنّه مصمّم على السعي إلى “إيقاف هذه الحرب” والدفع في اتّجاه مفاوضات. وتوجّه مباشرة إلى دقلو بالقول: “لا بديل لاستقرار السودان إلاّ عبر جيش مهني واحد وموحد، يراعي التعددية السودانية”.
وضع إنساني متدهور
ويشهد السودان نزاعاً منذ 15 نيسان/أبريل الماضي بين الجيش وقوات الدعم السريع التي ترفض خطة لدمجها في صفوفه. وأوقعت المعارك منذ اندلاعها قرابة ألف قتيل غالبيتهم مدنيون، ودفعت أكثر من مليون سوداني إلى النزوح أو اللجوء إلى بلدان مجاورة.
وتحذّر الأمم المتحدة من وضع إنساني سريع التدهور في ثالث أكبر بلد إفريقي مساحةً، علماً بأنّ ثلث السكان كانوا يعتمدون على المساعدات حتى قبل اندلاع الحرب الأخيرة.
ورفعت الأمم المتحدة قيمة الأموال التي تحتاجها لمساعدة السودان، مؤكدةً أنّها تسعى لجمع 2.6 مليار يورو. ومن المتوقع أن يلقي المبعوث الأممي إلى السودان، فولكر بيرتيس، كلمة أمام مجلس الأمن الاثنين.
وكان مسؤول الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، أعلن الجمعة عن تخصيص 22 مليون دولار من صندوق طوارئ تابع للأمم المتحدة لمساعدة السودانيين الذي فروا إلى البلدان التي لها حدود مع السودان.
وأعلنت الولايات المتحدة الجمعة مساعدة قيمتها 103 ملايين دولار للسودان ودول الجوار لمواجهة الأزمة الانسانية.
وتسببت الحرب الدائرة في خسائر فادحة في قطاع البنية التحتية، إذ خرجت معظم المستشفيات عن الخدمة سواء في الخرطوم أو إقليم دارفور غربي البلاد حيث يشتد القتال أيضاً.
كما أجبر الذين لم يتمكنوا من الفرار من سكان العاصمة البالغ عددهم 5 ملايين نسمة تقريباً على ملازمة المنزل دون ماء أو كهرباء.
ويطالب العاملون في المجال الإنساني منذ أسابيع بتأمين ممرات آمنة لنقل الأدوية والوقود والمواد الغذائية لمحاولة توفير بعض الخدمات التي تعاني بالفعل من تدهور لعقود.