اعتبر وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، يوم السبت، أن المجاعة في قطاع غزة جريمة مكتملة الأركان ومن صنع البشر والعدو الصهيوني، مؤكدًا أن معبر رفح لن يكون بوابة لتهجير الفلسطينيين.
وقال عبد العاطي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، إن أي محاولات تستهدف “الأونروا” مرفوضة، وأن أي آليات بديلة عنها فشلت فشلا ذريعا، مؤكدًا وقوف مصر بثبات إلى جانب الوكالة في مواجهة الأزمات التي تمر بها.
وأضاف، أن تعنت “إسرائيل” هو العقبة الرئيسية أمام تحقيق تقدم في مسار التهدئة، مجددًا تأكيده على الأهمية البالغة لوقف إطلاق النار في غزة.
وأعرب عبد العاطي عن رفضه للسياسات التوسعية التي يمارسها العدو الصهيوني في الأراضي الفلسطينية، مشيرًا إلى أن “إسرائيل” تستخدم التجويع “سلاح حرب”.
واستعرض، جهود مصر المستمرة لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وأن مصر أبقت ولا تزال معبر رفح مفتوحا على مدار الساعة وبشكل يومي، مبينًا أن القطاع يحتاج يوميا إلى ما لا يقل عن 700 شاحنة من المساعدات.
ودعا وزير الخارجية المصري ، العدو الصهيوني إلى القبول بمقترح و”يتكوف” لوقف إطلاق النار في غزة.
وأكد عبد العاطي، أن معبر رفح “لن يكون معبرا لتهجير الشعب الفلسطيني من أراضه”، مشددًا على أن مسألة التهجير “خط أحمر” بالنسبة لمصر وغير مقبولة تحت أي مسمى.
ووصف المقترح الصهيوني “التهجير الطوعي” بـ”الهراء” مشددًا على أنه لا يمكن دفع سكان غزة للخروج من القطاع تحت هذا المسمى.
وتابع أن هناك تشريعات إسرائيلية غير شرعية رامية لإنهاء عمل وكالة الأونروا في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مسلطًا الضوء على ما يمثله الاستهداف الصهيوني للأونروا من سابقة خطيرة، يهدد بتقويض الالتزام بالقانون الدولي ويضعف الثقة في المؤسسات الدولية التي تأسست لحفظ السلم والأمن الدوليين.
وأشار إلى وجود خطة عربية إسلامية متكاملة للترتيبات الأمنية في غزة وإدارة القطاع وإعادة إعماره، تتضمن تمكين الشرطة الفلسطينية ونشرها في القطاع.
من جانبه، وصف “مفوض الأونروا” قطاع غزة بأنه “منطقة حرب” مشيرًا إلى أن 90% من مقار الوكالة الأممية تم تدميرها، وأن الوكالة قد تنهار في ظل نقص مواردها المالية، داعيًا إلى وقف فوري لإطلاق النار لإنهاء الأزمة الإنسانية.
وقال إن المجاعة في غزة أصبحت أمرًا واقعًا، مؤكدا أن “إسرائيل” تجاوزت كل الحدود والخطوط الحمراء.
وطالب لازريني بـ”رفع القيود المفروضة على المنظمات الإنسانية في غزة” والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، مشيرًا إلى أن الوضع المالي للوكالة “سيئ للغاية” ما اضطرها إلى وقف بعض برامجها.
وثمن مفوض الأونروا دور الصحفيين في غزة لنقل ما يحدث بالقطاع، لافتًا إلى أن العاملين في المجال الإنساني والصحفيين يدفعون “ثمنا باهظا”.
وأشاد بدور مصر الكبير في إيصال المساعدات إلى القطاع، واصفًا أن عدم رد الفعل الدولي على ما يحدث في غزة بأنه “موقف صادم”.
ومنذ 2 مارس الماضي، أغلق العدو الصهيوني معابر القطاع أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع والوقود، ما تسبب بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية.
وبدعم أمريكي، يرتكب “جيش” العدو الصهيوني منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 220 آلاف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود.