العين برس – اخبار
أطلق وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، عددا من المواقف خلال زيارته الاخيرة الى واشنطن ولقائه بنظيره الامريكي انتوني بلينكن، وبالمبعوث الأمريكي الخاص لشؤون إيران روبرت مالي، منها :”إن إيران تسرع من أنشطتها النووية وتُدخل المنطقة في مرحلة بالغة الخطورة”، وانه ناقش مع مضيفيه الامريكيين، “تكثيف الجهود المشتركة للتصدي للانتهاكات الإيرانية للاتفاقيات والمعاهدات الدولية المتعلقة بالاتفاق النووي”.
اللافت في تصريحات فرحان، انها ليست فقط تتناقض مع مواقف السعودية “الثابتة” من الاتفاق النووي فحسب، بل هي تكرر باهت لمواقف “إسرائيل” واليمين الامريكي المتصهين، وهي مواقف، لا ترضى الا باستسلام ايران ورفعها الراية البيضاء عبر إلغاء برنامجها النووي السلمي كليا، وحرمانها من التقنية النووية، او محاصرتها وتجويعها.
من المؤكد ان فرحان ما كان ليقلق من انشطة ايران النووية، التي قد “تُدخل المنطقة في مرحلة بالغة الخطورة”، لو ان بلاده دعمت الاتفاق النووي، ولم تضغط مع حليفها “الاسرائيلي”، على الارعن ترامب ليُخرج امريكا من الاتفاق النووي، ويدفع ايران بالتالي الى تقليص التزامتها بالاتفاق!، هذا اولاً.
ثانياً، ما كان فرحان مضطرا الى مناقشة، “تكثيف الجهود المشتركة للتصدي للانتهاكات الإيرانية للاتفاقيات والمعاهدات الدولية المتعلقة بالاتفاق النووي”، لو لم تقف السعودية الى جانب “اسرائيل” لتشكيل تحالف مناهض للاتفاق، إستخدم المال السعودي والنفوذ الصهيوني في امريكا الى آخر مدياته، لافشال الاتفاق، فإيران بقيت ملتزمة بالاتفاق على مدى اكثر من عام، من خروج امريكا منه، وفرضها حصارا غير مسبوق على ايران، وتهديدها العالم من “مغبة” التعامل التجاري مع ايران.
كما ان ايران منحت اوروبا وقتا طويلا من اجل احترام تعهداتها في الاتفاق وتنفيذ ما عليها من التزامات، وذلك عندما قلصت على مدى اكثر من عام التزامتها تدريجيا ، من اجل الضغط على اوروبا، ومنعها من الانجرار نحو الموقف الامريكي، ولكن للاسف لم تتمكن اوروبا من اثبات نفسها كلاعب دولي مستقل عن الارادة الامريكية.
امام هذه الحقائق الدامغة كان يجب على فرحان وحكومته، ان يكثفا الجهود مع من يهمه أمن واستقرار المنطقة ومستقبل شعوبها، بهدف التصدي المشترك للانتهاكات الإمريكية للاتفاقيات والمعاهدات الدولية المتعلقة بالاتفاق النووي، وهو اتفاق خرجت منه امريكا وامام مرآى ومسمع العالم اجمع، وسط تهليل وترحيب السعودية و”اسرائيل”، وهو خروج تم من اجل عيون “اسرائيل” حصرا.
ثالثا، أما انشطة ايران النووية التي ما انفكت السعودية تعرب عن قلقها بسببها، فهي انشطة تخضع لاشد وادق عمليات مراقبة تنفذها الوكالة الدولية على مدى تاريخها، حتى الكاميرات التي كان من المقرر ان تُعطلها ايران في مقابل خروج امريكا من الاتفاق وفرضها الحظر الاقتصادي عليها، وفي مقابل التواطؤ الاوروبي الفاضح مع الموقف الامريكي، فهذه الكاميرات مازالت تسجل كل شاردة وواردة في المنشآت النووية الايرانية، وسوف تضع ايران كل تلك التسجيلات بين يدي المفتشين الدوليين، فور عودة امريكا الى الاتفاق النووي ورفعها الحصار الظالم عن الشعب الايراني، لذلك اذا كان على السعودية ان تقلق فلتقلق من وجود اكثر من 200 قنبلة نووية في ترسانة “اسرائيل”، والتي تم انتاجها لاستخدامها حصرا ضد العرب والمسلمين.
اخيرا، ننصح المسؤوولن السعوديين، ان يكفوا عن تكرار مواقف “اسرائيل” ازاء ايران، فهذا التكرر يُسيء الى مكانة السعودية كثيرا بين العرب والمسلمين، كما عليهم الا يضعوا “البرنامج النووي” كبند ثابت في كل مفاوضاتهم مع الامريكيين، لكسب ود “اسرائيل”، فـ”إسرائيل” لا يكسب ودها الا من يسعى الى خراب المنطقة ويزرع فيها الفوضى والدمار.