رئيس الوفد الوطني اليمني المفاوض محمد عبد السلام يقول إنّ الزيارة لموسكو تأتي في “ظرف استثنائي” تمر به بلاده.
أكد رئيس وفد صنعاء المفاوض محمد عبد السلام، اليوم الخميس، إنّ “الزيارة إلى موسكو تأتي في ظرف استثنائي وحساس لإيجاد تصور يستفيد منه أبناء اليمن في مثل هذه المرحلة”.
وقال عبد السلام في حديث للميادين: “موقفنا كشعب يمني ممّا يحصل على المستوى الدولي استلهم مبكراً خطورة المشروع الأميركي”، معقباً بأنّ “هناك إدراك بأنّ اليمن يمثل نقطة استراتيجية على المستوى الإقليمي والدّولي”.
وأوضح أنّ “العدوان على اليمن يأتي بقيادة أميركية بريطانية غربية”، معتبراً أنّ “واشنطن هي من يدير الملف اليمني من الخلف لخدمة مصالح إسرائيل، ومصالح ضيّقة للسعودية والإمارات”، مستطرداً: “الموقف الأميركي لا يزال تكتيكياً والسعودية والإمارات تتبعانه”.
وأضاف رئيس الوفد المفاوض: “هناك تحديات جديدة نشترك فيها مع روسيا وإيران ودول محور المقاومة، ودول أخرى متضررة من الهيمنة الأميركية”، معتبراً أنّ “هناك تغير في المزاج الإقليمي والدولي، والسعودية مدركة بأنّ الحماية الأميركية لم تعد مضمونة”.
عدم الوصول إلى اتفاق يعني عودة الحرب
وبيّن عبد السلام أنّ “الهدنة جاءت لأسباب متعلقة بالأوضاع الانسانية”، قائلاً: “هذه آخر مرة نقبل بتمديدها وفق الشروط الراهنة”، لافتاً إلى أنّ عدم الوصول إلى حل انساني في المرتبات والحصار وغيرهما يعيق وقف إطلاق النار.
وأوضح أن “الشركات تتصل بنا، ونحن نقول إنه لا يمكن أن تعمل أي منشأة اذا لم يكن ذلك لمصلحة الشعب اليمني”.
وشدد عبد السلام على أنّ “الشركات التي تنهب ثروات اليمنيين ستكون في دائرة الاستهداف العسكري بعد انتهاء الهدنة”، محذّراً من أنّ “اذا انتهت الهدنة من دون الوصول الى اتفاق واضح، فإنّنا سنستهدف من يستهدفنا، وذلك يعني عودة الحرب ربما بأكبر مما كانت عليه في السابق “، مؤكداً: “لا يمكن أن يكون هناك حل بوجود قوات احتلال وحصار وعدوان”.
وقال “نحن نطالب بحقوق طبيعية للشعب اليمني، ونعتبر أنّ عدم صرف مرتبات الموظفين يمثل جريمة بحق شعبنا”، مشيراً إلى أنّ “الضمانات الحقيقية هي في التنفيذ”، معقباً بأنّ “الوسيط يمكنه أن يقدم رسائل متبادلة لكنّه لا يستطيع تقديم ضمانات”.
وتابع: “هم تحدثوا عن إزاحة هادي، وتشكيل المجلس الانتقالي تحت عنوان السلام، معلنين بألسنتهم فشل الخيار العسكري”.
وفيما يتعلق بالعلاقات السعودية الإيرانية، قال عبد السلام: “نحن نعتقد أن أي تقارب ممكن ان يحصل بين طهران والرياض هو إيجابي”، مضيفاً: “فلسطين هي قضية الأمة المحورية، والمشروع الاميركي يستهدفنا ايضاً على خلفية موقفنا من فلسطين”.
وناقش الممثل الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا، نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أمس الأربعاء، مع الوفد اليمني جهود الحل السياسي للأزمة في اليمن.
وقالت سفارة روسيا لدى اليمن، في بيان في صفحتها في “فيسبوك”، إنّ “الحديث ركز على آفاق تحقيق التسوية السلمية الشاملة للأزمة العسكرية السياسية الحادة المستمرة للعام الثامن في اليمن، مشيرةً إلى “أهمية تمديد وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في الـ 2 من آب/أغسطس، وكذلك الإجراءات الهادفة إلى تحسين الوضع الإنساني للشعب اليمني”.
وكانت الأمم المتحدة، أعلنت في الـ 2 من آب/أغسطس، نقلاً عن مبعوثها إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أنّ الأطراف المتحاربين وافقوا على تمديد الهدنة شهرين إضافيَّين، وفقاً للشروط نفسها، مبينةً أنّ “هذا التمديد يشمل التزاماً بشأن استمرار المفاوضات بُغية التوصل إلى اتفاق هدنة موسَّع في أسرعِ وقتٍ ممكن”.
وتتضمّن بنود الهدنة السارية في اليمن منذ الـ 2 من نيسان/أبريل الماضي، والتي جرى تمديدها أيضاً في الـ 2 من حزيران/يونيو، إيقاف العمليات العسكرية الهجومية براً وبحراً وجواً داخل اليمن وعبر حدوده، وتيسير دخول سفنٍ تحمل الوقود إلى موانئ الحديدة غرب اليمن.
كما تتضمن الهدنة السماح برحلتين جويتين من مطار صنعاء الدولي وإليه أسبوعياً، وعقد اجتماع بين الأطراف للاتفاق على فتح الطرق في تعز وغيرها من المحافظات، لتحسين حرية حركة الأفراد داخل اليمن.
وفي الـ 15 من حزيران/يونيو، أعرب نائب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، عن قلقه إزاء الوضع الاقتصادي والاجتماعي الصعب في اليمن، مؤكداً “ضررورة بذل الجهود من أجل رفع القيود عن نقل المواد الغذائية والأدوية وغيرها من السلع الحيوية إلى جميع أنحاء اليمن من دون أي تمييز”.
المصدر: الميادين