متحدث الخارجية الإيرانية: الإدارة الأميركية لا تملك الإرادة اللازمة للعودة إلى الاتفاق النووي
العين برس/ ايران
أكّد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، الیوم الإثنین، أنّ “وثيقة سبتمبر” هي استمرارٌ لعملية المفاوضات بین إيران ومجموعة “4+1”.
وجاء حديث كنعاني رداً على سؤالٍ صحافي بشأن تصريحات وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، الأخيرة بشأن “وثيقة سبتمبر” بين إيران والولايات المتحدة، مؤكّداً أنّ الوثيقة ليست جديدة، وأنّها “استمرار لعملية المفاوضات بین إيران ومجموعة 4+1”.
وذكّر كنعاني باستعداد إيران لإنهاء المفاوضات بينها وبين الأطراف المتبقية، في أيلول/سبتمبر 2022، وإمكانية عودة جميع الأطراف إلى الاتفاق النووي حينها، مؤكّداً أنّ الإدارة الأميركية وشركائها الأوروبيين “أهدرت تلك الفرص بحساباتها الخاطئة”، في إشارة واضحة إلى دعم القول الغربية لأعمال الشغب الداخلية في إيران من جهة، إضافةً إلى التركيز على التطورات في أوكرانيا من جهةٍ أخرى.
وشدّد كنعاني على أنّ وزير الخارجية الإيراني قام بشرح هذا الموضوع، موضحاً أنّه “لا يوجد أي غموضٍ في نصه”، ولافتاً إلى أنّ الأطراف الغربية أثبتت مرةً أخرى أنّها “لا تملك الإرادة الحقيقية اللازمة لعودة الأطراف إلى الاتفاق النووي والالتزام بتعهداتهم”.
وأوضح كنعاني أنّ إيران لن تنتظر نتائج المفاوضات النووية أو وجهة نظر الإدارة الأميركية فيما يتعلق بعلاقات إيران التجارية مع الدول الأخرى، وأنّها “ستسعى بجدية إلى تحييد الحظر”، لافتاً إلى أنّ بلاده أعلنت مراراً وتكراراً أنّها ملتزمة بالمسار الدبلوماسي.
وفي ذات السياق، أكّد كنعاني أنّ إيران تمكّنت من تصدير نفطها والحفاظ على مكانتها رغم الحظر، مضيفاً أنّ إيران “أثبتت أنّها لن تكون مقيدة بالحظر”.
مكانة إيران تتحسن.. ودعم المقاومة مبدأ
وقال المتحدث باسم الخارجية إنّه “خلال هذه الفترة شهدت مكانة إيران الإقليمية والدولية تحسّناً وتطوراً ملموساً في مجال التواصل مع دول الجوار”، لافتاً إلى أنّ هذا يُعتبر مؤشراً على الجهد الكبير الذي بذلته الحكومة.
واعتبر كنعاني أنّ عضوية إيران في المنظمات الدولية والإقليمية، بما في ذلك مجموعة “بريكس”، والتوقيع على وثائق التعاون الشامل والثنائي مع الدول الشقیقة، مؤشرٌ على تطور علاقاتها التجارية، لافتاً إلى أنّ جميع هذه العوامل أدّت إلى تحقيق إنجازاتٍ جيدة في زيادة حجم التبادلات التجارية الخارجية للبلاد.
وبشأن التهديدات الإسرائيلية في المنطقة، شدّد كنعاني على أنّ طهران تعتبر قضية فلسطين هي القضية المركزية للعالم الإسلامي، مُجدّداً تأكيد الموقف الإيراني باعتبار “الكيان الصهيوني كياناً غير شرعي، وسبباً لعدم الأمن”، ومؤكّداً على أنّ بلاده تعتبر “دعم المقاومة مبدأً لها”.
وتطرّق كنعاني للقاءات وزير الخارجية الإيراني مع نظيريه السوري، فيصل المقداد، والتركي، هاكان فيدان، في الأيام الأخيرة، مُشيراً إلى وضوح موقف إيران من العلاقات بين البلدين.
وفيما يتعلق بالخلافات بين سوريا وتركيا، وعملية تطبيع العلاقات بين الجانبين، أكّد أنّ “هذا الموضوع يتعلق بتركيا وسوريا”، مُوضحاً أنّ إيران، كطرفٍ ثالث، تحاول تطبيع العلاقات بين الجانبين، لافتاً إلى أنّه مِن الطبيعي أن تكون هناك خلافات بين البلدين، لكنّ المهم بالنسبة لنا أن تكون “سلامة أراضي سوريا وسيادتها الوطنية محط اهتمام الطرفين”.
إيران تساعد إقليمياً
وبخصوص الحديث بشأن المفاوضات السرية مع دول الجوار، أوضح كنعاني أنّ المفاوضات السرية “جزءٌ من جوهر الدبلوماسية”، مؤكّداً متابعة القضايا “ضمن الأطر المحددة”، حيث سيتم إعلان النتائج في الوقت المناسب، مُعتبراً أنّ هذا أمر طبيعي.
وفيما يتعلق بالتطورات في البحرين، عبّر كنعاني عن الشعور بالقلق إزاء أوضاع السجناء البحرينيين وإضرابهم عن الطعام، مطالباً الحكومة البحرينية بالتحرك السريع ومتابعة مطالبهم.
كذلك، تحدث كنعاني عن الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير خارجية الإيراني إلى لبنان وسوريا،موضحاً أنّ لبنان دولة مؤثرة في المنطقة، مُعرباً عن أسف إيران لما تشهده من انسدادٍ سياسي، لافتاً إلى ضرورة المشاورات مع مختلف الأحزاب السياسية، والتي تهدف إلى “فهمٍ أفضل للمسؤولين، وتقدیم المساعدة في حل قضايا لبنان”.
وفي هذا السياق، أکد على ضرورة الإسراع بتشكيل الحكومة وإزالة العوائق السياسية في لبنان، مشدداً على أنّ مسألة تشكيل الحكومة ورئيس الجمهورية تخص الشعب اللبناني ولا علاقة لها بأيّ جهة خارجية، ومُشيراً إلى إمكانية أنّ تكون المساعدة على حل القضايا وتسهيل أوضاعها وظروفها مثمرة.
وعلّق كنعاني على التطورات الحاصلة في العراق والاحتجاجات في كركوك، مؤكّداً أنّ طهران لا تتدخل في الشأن الداخلي العراقي، وأنّه من المهم بالنسبة لها أن تدعم الاستقرار الداخلي في العراق، إضافةً إلى جهود الحكومة المركزية.
وبشأن الاتفاقية الأمنية الإيرانية العراقية، قال كنعاني إنّ “تفاصيل الاتفاقية واضحة”، مُشيراً إلى أنّ الحكومة المركزية في العراق مسؤولة في هذا المجال، وأنّ إيران تتوقّع أن “يتمّ الوفاء بمسؤولياتها في الإطار الزمني المقترح”.
وفيما يتعلق بمباحثات الاجتماع الثلاثي لإيران وتركيا والسعودية، أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية عن تطلّع طهران لعلاقاتٍ مع دول المنطقة في الأطر الثنائية والمتعددة الأطراف، مؤّكداً أنّ إيران تطرح مبادراتٍ وفقاً للظروف الإقليمية، وهي تحتاج إلى التشاور.
وأشار في حديثه إلى أنّ “إيران وتركيا والسعودية ثلاث دول إقليمية وإسلامية مهمة، وقدراتها مؤثرة”، مُشدّداً على وجود إمكانيةٍ لإطارٍ ثلاثي بينها، وكاشفاً أنّه “يتمّ طرح هذه الأفكار في المشاورات التي تتطلب فترة من الوقت”.