العين برس – اليمن – صنعاء
على وقع التحركات الإيرانية السعودية التي أتت على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة والتي كشفت فيها إيران عن مساعٍ سعودية حثيثة لدى إيران للتوسط لدى صنعاء وقف العمليات العسكرية على أراضيها، وبوادر التقارب السعودي الإيراني الذي يتضح من خلال التصريحات للمسؤولين في كلا الطرفين، يبدو أن صنعاء تجدها فرصة لتطمين السعودية من أنها مستعدة للجلوس والتفاوض من أجل الخروج بقواعد وأسس تحكم علاقات اليمن بالسعودية بما يضمن مصالح الطرفين المشروعة.
هذا التفاعل من صنعاء مع التحركات السعودية ومحاولتها التقارب مع إيران علّها تجد في ذلك مخرجاً من الحرب في اليمن التي أدركت أنها أصبحت مستنقعاً صعب الخروج بدون دفع الثمن، هذا التفاعل بدا واضحاً من خلال ما ورد في كلمة رئيس المجلس الرئاسي لسلطة صنعاء، مهدي المشاط، بمناسبة الذكرى الـ59 لثورة 26 سبتمبر مساء اليوم السبت، والتي أعلن فيها ترحيبه بأي جهود تضمن لليمن مصالحها، في إشارة غير مباشرة للتحركات السعودية الإيرانية، معلناً أيضاً استعداد صنعاء أن تكون هذه الجهود مبنية على أساس من التزام صنعاء بضمان معالجة مخاوف الجوار وضمان مصالحه المشروعة مع اليمن، حسب ما ورد في كلمة المشاط التي بثت على التلفزيون الرسمي.
المشاط أكد أيضاً في كلمته على الشروط الرئيسية لأي جهود إقليمية أو دولية لتحقيق السلام في اليمن، حيث قال “نرحب بأي جهود صادقة وضامنة لتحقيق السلام ورفع الحصار وإنهاء العدوان والاحتلال ومعالجة آثار الحرب وتحفظ لبلدنا سيادته واستقلاله”.
كما أكد المشاط على استعداد صنعاء التام لوقف كل أشكال عملياتها الدفاعية فور توقف كل أشكال الحرب التي يشنها التحالف على اليمن، معلناً أيضاً رفض صنعاء رفضاً قاطعاً كل ضغط وكل تضليل وكل إجراء يهدف إلى الانتقاص من حق الشعب اليمني في الدفاع عن نفسه وعن حريته واستقلاله، في رسالة يبدو أنها المشاط تعمّد تضمينها ضمن خطابه وتوجيهها كرسالة غير مباشرة واستباقية لإيران التي قد تلعب مستقبلاً دور الوسيط بين صنعاء والرياض.
كما تضمنت كلمة المشاط رسائل شديدة التركيز والتلخيص أبرزها الموجهة للقوى اليمنية المتواجدة بمناطق سيطرة التحالف السعودي الإماراتي جنوب وشرق البلاد وكذا بقية القوى السياسية المشتتة في الخارج، والتي دعاها المشاط للجلوس مع صنعاء للتفاهم قائلاً “صدورنا مفتوحة وواسعة بسعة هذا الوطن الذي يتسع للجميع ليس لنا من شروط سوى الإيمان بحرية واستقلال هذا البلد والعمل من أجل تحرير أرضه وعزة شعبه”.
وقال المشاط في كلمته إن الفضل في نجاح “ثورة 21 سبتمبر 2014″ يعود لثورة الـ26 من سبتمبر 1962، معتبراً أن الأخطاء التي أتت بعد تجربة 26 سبتمبر كان لها الفضل الكبير في رفد ثورة 21 سبتمبر بحاجتها من الوعي واستيعاب الدروس، مؤكداً أيضاً أن لـ”ثورة 21 سبتمبر” الفضل فيما تعيده اليوم من اعتبار للأهداف العلنية لثورة 26 سبتمبر ولغيرها من مواقف الشعب اليمني التي تعرضت للاختراقات المبكرة، حسب وصفه.
وأضاف المشاط إن أسوأ الأخطاء وأكثرها هدماً وظلامية على الإطلاق، حسب وصفه، “هو رهن القرار والتبعية للخارج”، وأن “أعظم الصواب وأنفعه للبلاد والعباد هو حرية واستقلال القرار الوطني”، مشيراً إلى أن ذلك هو الدرس الكبير الذي يجب ترسيخه في نفوس الجميع وتوريثه للأجيال القادمة، وهي رسالة يراها مراقبون بأنها أتت للتأكيد على أن اليمن مثلما رفض الوصاية الخليجية عليه خاصة السعودية، فإنه لن يقبل بأي وصاية عليه من أي طرف إقليمي أو دولي.