السيد الخامنئي: النووي حقنا..والتفاوض مع أميركا طريق مسدود

في الخطاب الذي القاه قائد الثورة الاسلامية في ايران السيد علي خامنئي الى الشعب الايراني، مساء يوم الثلاثاء الماضي، اشار فيه الى قضايا داخلية واقليمية ودولية هامة..

وفي هذا المقال نركز على القضية الداخلية، رغم أننا لا يمكننا فصلها عن القضايا الخارجية التي باتت متشابكة ومن الصعب فصلها عن بعضها البعض. ونتناول القضية الداخلية في خطاب قائد الثورة الإسلامية من خلال ثلاثة محاور…

المحور الأول محور الوحدة الوطنية التي تجلت بأبهى صورها خلال العدوان الإسرائيلي الأمريكي الأخير على إيران، والمعروف بحرب الاثني عشر يوماً.

والمحور الثاني هو حق إيران المشروع في امتلاك برنامج نووي سلمي لا يمكن لأي قوة في العالم حرمان إيران من هذا الحق.

والمحور الثالث والأخير هو محور المفاوضات النووية مع أمريكا ومدى جدية هذه الأخيرة في مزاعمها بترجيح خيار المفاوضات على الخيارات الأخرى.

كان واضحاً من تصريحات رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي، مجرم الحرب والمطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، بنيامين نتنياهو، وأعضاء عصابته، التي رافقت الأيام الأولى من حرب الاثني عشر يوماً، أن هدف العدوان كان بالدرجة الأولى إحداث فتنة وبلبلة في الداخل الإيراني، اعتماداً على معلومات مزيفة أمدتها للكيان وأمريكا مجموعات بائسة من أمثال منظمة منافقي خلق وأتباع الملكية وأعداء إيران، تقول إن الشعب الإيراني سينزل إلى الشوارع في اليوم الأول أو حتى الساعات الأولى من العدوان لإسقاط النظام الإسلامي.

ولكن الذي حدث، كما قال السيد الخامنئي، هو العكس تماماً، فقد نزل الشعب الإيراني إلى الشوارع ليندد بالعدوان ويعلن وقوفه الكامل، بمختلف توجهاته السياسية وانتماءاته القومية، إلى جانب نظامه الإسلامي، إدراكاً منه بالمخاطر المحدقة بالبلاد من قبل جهات تضمر الشر للشعب الإيراني نفسه.

السيد خامنئي أكد في كلمته أن التفاف الشعب حول النظام الإسلامي، وتلاحمه وتمسكه بوحدته ودفاعه عن جغرافيته وسيادته كان منقطع النظير، أصاب الأعداء بالخيبة، حيث أدرك العدو عاجلاً أنه لن يحقق غايته. فالغاية لم تكن اغتيال القيادات العسكرية والسياسية والعلماء، بل النيل من نظام الجمهورية الإسلامية.

ولم يفت قائد الثورة أن يذكر الأعداء قبل الأصدقاء أن التلاحم والتماسك الداخلي الذي حصل في أيام الحرب لم يكن آنياً أو وليد لحظة عاطفية، بل هو تلاحم وتماسك نابع من حنكة وحكمة، وسيظل قائماً مهما كانت الظروف.

المحور الثاني هو قضية تخصيب اليورانيوم، التي تضغط أمريكا بكل ما لديها من قوة لتصفيره، فجاء رد قائد الثورة الإسلامية حازماً وحاسماً بقوله إن الحفاظ على تخصيب اليورانيوم هو جزء من الكرامة الإيرانية.

مشدداً على أن إيران لم ولن تستسلم للضغوط الأمريكية، لا في قضية التخصيب ولا في أي قضية أخرى، فإيران دفعت ثمناً باهظاً لتحقيق التخصيب، وهي الآن واحدة من الدول العشر التي تمتلك تقنية التخصيب، ولن تتخلى عنها، فالتخصيب إنجاز كبير دفعت إيران من أجله أثماناً باهظة، وأن الشعب الإيراني سيصفع كل من يريد حرمانه منه.

المحور الثالث هو المفاوضات النووية مع أمريكا، التي تحاول من خلالها فرض إملاءاتها على إيران، ومثل هذه المفاوضات التي تجري تحت التهديد، وفقاً لرؤية قائد الثورة، هي علامة ضعف وهدم لكرامة الإيراني، والمفاوضات مع أمريكا في الوضع الحالي ليست عديمة الفائدة فحسب، بل لها أيضاً خسائر، بعضها لا يمكن تعويضه، فأمريكا تريد مفاوضات حددت هي مسبقاً نتيجتها.

كل يوم تضيف أمريكا شرطاً جديداً إلى شروط مفاوضاتها النووية مع إيران، وآخر هذه الشروط كان أن تقلص إيران مدى صواريخها. فهم بذلك يطالبون، وبشكل وقح وغبي، أن تكون يد إيران خالية بالكامل عندما تُستهدف ولا تستطيع أن تدافع عن نفسها، وهو ما لا يقبله أي شعب يمتلك كرامة.

العالم كله يعلم أن الطرف الذي انسحب من البداية من الاتفاق النووي هو أمريكا، والطرف الذي لم يلتزم أصلاً بتعهداته وفقاً للاتفاق هو أوروبا. بعدها شن الكيان الصهيوني عدواناً على إيران بضوء أخضر أمريكي، بينما كانت إيران تتفاوض مع أمريكا.

واليوم تهدد أوروبا، الطرف الذي لم يقم بأي خطوة عملية لصالح الاتفاق، بتفعيل آلية الزناد لإعادة فرض العقوبات الأممية على إيران. لذلك فإن بيت القصيد في خطاب قائد الثورة الإسلامية هو أن تكون إيران قوية من جميع النواحي إذا أرادت ضمان أمنها واستقرارها واستقلالها أمام كل هذه العجرفة والعنجهية والغطرسة والعدوانية الأمريكية الإسرائيلية.

 

اشترك وانظم ليصلك آخر الأخبار عبر منصات العين برس على مواقع التواصل الإجتماعي :

واتس أب تيليجرام منصة إكس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *