العين برس – اليمن – البحر الاحمر
نقلت وسائل إعلام أجنبية عن الأسطول الأمريكي الخامس في منطقة الشرق الأوسط أن الأسطول أرسل لأول مرة كاسحتي ألغام بحريتين (MCM) إلى السواحل الشرقية الجنوبية للبحر البحر في تحرك عسكري أمريكي يحدث لأول مرة بهذا المستوى في الحرب الدائرة في اليمن والذي تقود السعودية فيه تدخلاً عسكرياً أجنبياً منذ 25 مارس 2015.
وبررت قيادة الأسطول الأمريكي الخامس هذا التدخل بأنه يأتي في سياق تعزيز جهود تأمين خطوط الشحن الدولية وطرق التجارة العالمية وما تتعرض له من تهديدات.
وقال الأسطول الأمريكي الخامس يوم الأربعاء: “وصلت سفينتا الإجراءات المضادة للألغام يو إس إس سينتري ويو إس إس جلاديتور إلى البحر الأحمر يوم الإثنين، مسجلة أول عبور في سبع سنوات من قبل الأسطول الخامس MCM من الخليج إلى البحر الأحمر”.
وأضاف الأسطول “سينتري وجلاديتور تجري عمليات وتدريبات في مجال الأمن البحري جنباً إلى جنب مع شركاء إقليميين”، في اعتراف صريح بمشاركة عسكرية أمريكية في الساحل الغربي لليمن والذي يخضع لسيطرة عناصر تابعة لطارق صالح بتمويل وقيادة من الإمارات.
الخبر الذي نشرته وسائل إعلام أجنبية أولها موقع قناة العربية السعودية الناطق بالإنجليزية، وترجمه “المساء برس”، يأتي بعد يوم واحد فقط من تصعيد مجلس الأمن الدولي للحديث عن ما زعمه المجلس من “تزايد عدد الحوادث قبالة الساحل اليمني، بما في ذلك الهجمات على السفن المدنية والتجارية والتي تشكل خطراً كبيراً على الأمن البحري للسفن في خليج عدن والبحر الأحمر” وهو الحديث الذي يأتي في الوقت الذي تشهد فيه منطقة الساحل الغربي وسواحل البحر الأحمر الجنوبية الشرقية أي عمليات عسكرية منذ بداية العام 2019 والذي شهد توقيع اتفاق السويد “استوكهولم” الخاص بالحديدة والتي توقفت فيها العمليات العسكرية، وهو ما يشير وفق مراقبين إلى أن إثارة الحديث عن هجمات في ظل عدم وجود أي عمليات عسكرية هي بمثابة خلق مبررات استباقية لشرعنة تدخل عسكري أمريكي في الساحل الغربي بشكل مباشر والذي تعد تحريك كاسحات ألغام بحرية أمريكية إلى المنطقة أول مؤشراته.
محاولة تخويف وتلويح
ويرى مراقبون إنه من المتوقع أن تكون المستجدات الأخيرة مجرد خطوة أرادت الرياض بالاتفاق مع واشنطن القيام بها للتهديد والتلويح بتحريك جبهة الساحل الغربي في حال استمرت قوات صنعاء في تقدمها نحو مدينة مأرب خاصة مع تقدمها بشكل كبير خلال الأسابيع القليلة الماضية والتي تمكنت فيها القوات العسكرية لصنعاء من إسقاط مديريات بأكملها في غضون أسابيع والاقتراب من مدينة مأرب الغنية بالنفط والغاز والتي تعد أهم معقل قيادي للتحالف السعودي الإماراتي في المناطق الشمالية لليمن وسقوطها يعني تمكن صنعاء من كسر الحصار المفروض عليها ومنعها من الحصول على المشتقات النفطية، الأمر الذي سيضعف التحالف ويفقده أهم ورقة حرب يستخدمها التحالف ضد صنعاء وهي الورقة الاقتصادية الخاصة بالوقود.
من وجهة نظر المراقبين فإن هذه التوقعات بنيت على أساس أن لواشنطن تواجد ومشاركة عسكرية مباشرة وغير مباشرة في الحرب على اليمن منذ بدايتها، وسبق أن تعرضت سفينتين عسكريتين أمريكيتين لهجمات من القوات البحرية اليمنية والقوة الصاروخية لقوات صنعاء بحسب ما كشفه تقرير نشره مركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، ما يعني أن التدخل الأمريكي ليس بجديد وأن واشنطن تدرك مدى قدرات قوات صنعاء العسكرية وأن الأجدى بها أن تتدخل بشكل مباشر وعلني في البحر الأحمر حين تعرضت سفينتان عسكريتان تابعتان للأسطول الخامس لهجمات قوية لم تعترف بها واشنطن خوفاً من اهتزاز سمعتها عسكرياً بسبب الاعتراف بتعرضها لهجمات من قوات صنعاء في 2017، ولهذا فإن من المرجح أن يكون ما ورد بمجلس الأمن بالإضافة لتحريك الكاسحتين الأمريكيتين إلى البحر الأحمر مجرد رسالة تحاول الرياض وواشنطن عبرها تخويف صنعاء والتلويح بخيار التصعيد البحري إذا سقطت مأرب من سيطرتها.