ستغلق ليتوانيا اثنين من معابرها الستة مع بيلاروسيا اعتبارا من الأسبوع المقبل، في خطوة تأتي وسط تصاعد التوتر بين فيلنيوس ومينسك.
وسيتم ذلك بسبب مخاوف من استضافة الأخيرة مرتزقين من مجموعة فاغنر بعد فشل تمردهم المسلح على القيادة العسكرية الروسية.
وقدر قادة ليتوانيا وبولندا المنضويتين في حلف شمال الأطلسي، هذا الأسبوع، استضافة مينسك، الحليفة لموسكو، حوالى أربعة آلاف مرتزق تابعين لفاغنر، ويبحث البلدان اتخاذ قرار مشترك بإغلاق حدودهما بالكامل مع بيلاروسيا، خشية أن يحاول مرتزقو فاغنر اجتيازها مدعين أنهم مهاجرون أو أن يمارسوا أي نوع من التعديات.
وستغيّر القيود الحدودية الجديدة من طبيعة تنقل المسافرين الذين اعتادوا العبور بين ليتوانيا وبيلاروسيا، اذ ستصبح لزاماً عليهم تمضية وقت إضافي عند النقاط الحدودية المتبقية والتي سيشاركونها مع الحافلات وشاحنات النقل التجارية.
وعبر زهاء 230 ألف ليتواني الحدود الى بيلاروسيا خلال النصف الأول من عام 2023، وفق أرقام رسمية لسلطات فيلنيوس، على رغم التوترات السياسية الناتجة عن حرب أوكرانيا وتحذيرات أصدرتها السلطات لمواطنيها بعدم الذهاب.
ووجدت ليتوانيا نفسها في وضع مربك جراء عوامل عدة، أبرزها تزايد الهجرة غير الشرعية من بيلاروسيا نحو الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى نشر روسيا أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا واستخدام أراضيها لشن ضربات تستهدف أوكرانيا.
ووضعت الحكومة الليتوانية هذا الأسبوع لافتات تحذيرية عند النقاط الحدودية كتب فيها “لا تخاطر بسلامتك، لا تسافر الى بيلاروسيا. قد لا تتمكن من العودة”.
وقال نائب وزير الخارجية مانتاس أدوميناس للصحافيين: “عبر توفير ملجأ لمجموعة فاغنر المسلحة، أصبحت بيلاروسيا دولة تستضيف منظمة إرهابية”، وأضاف: “برزت تحديات أمنية حديدة ويتوجب علينا أخذها في الاعتبار”.
وحذّر مسؤولون في فيلنيوس من أن بيلاروسيا قد تحاول تجنيد بعض المسافرين إلى أراضيها لأغراض التجسس أو ممارسة ضغوط نفسية عليهم، أو حتى ابتزاز المواطنين الليتوانيين من خلال التدقيق في هواتفهم أو حساباتهم الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي.