العين برس / بريطانيا
قبل أسبوع من الطرح الرسمي لكتاب مذكرات الأمير البريطاني هاري، ازدادت حدّة الخلافات داخل المملكة المتحدة حول ما كشفه الكتاب عن صراع داخل العائلة المالكة.. والجيش البريطاني يحذّر.
بعد أيام من طرح مذكرات الأمير هاري (38 عاماً) للبيع قبل موعد إصدارها الرسمي، سيبدأ بث سلسلة من المقابلات التلفزيونية معه، اليوم الأحد، مع وجود احتمال حدوث المزيد من الفضائح التي تلحق الضرر بالنظام الملكي.
وفي كتابه “Spare” مذكرات الأمير، وضع هاري في تصريحاته “غير المسؤولة” وفق الإعلام البريطاني، الجيش البريطاني في موقف محرج، حيث حذّر الجيش من أن “تغذي تصريحات هاري عن العمليات في أفغانستان، الدعاية الجهادية لحركة طالبان”.
وبعد اعتراف هاري، بقتله 25 شخصاً من عناصر حركة “طالبان” أثناء خدمته في أفغانستان عندما كان طيّاراً حربيّاً لمروحيّة “أباتشي”، خلال مشاركته في الحرب التي بدأت العام 2001 وانتهت بالانسحاب في 2021، إتهم عسكريون بريطانيون هاري بـ”خيانة” الجيش، وتعريض الجنود والجمهور العام للخطر.
وحذّر الكولونيل ريتشارد كيمب، القائد السابق للقوات البريطانية في أفغانستان، “طالبان” من “استغلال” تصريحات دوق ساسكس “السيئة”.
وقال كيمب لصحيفة “تلغراف”: “ستغذي كلمات الأمير هاري الدعاية الجهادية لشنّ هجمات ضد المملكة المتحدة”.
“طالبان” لهاري: هؤلاء الذين قتلتهم ليسوا قطع شطرنج بل كانوا بشراً
في المقابل، انتقد أنس حقاني المسؤول رفيع المستوى في ” طالبان”، هاري بعد إفصاحه في مذكّراته عن عدد الأشخاص الذين قتلهم خلال مهمّتين قام بهما في أفغانستان،.
وقال حقاني، إنّ “هؤلاء الذين قام هاري بقتلهم هم أفغان لديهم عائلات”، وكتب في تغريدة على “تويتر”: “سيّد هاري، هؤلاء الذين قتلتهم ليسوا قطع شطرنج، هؤلاء كانوا بشراً”، متّهماً الأمير بارتكاب “جرائم حرب”.
وأضاف: “الحقيقة هي كما تقدّمت بها، فشعبنا البريء كان قطع شطرنج في نظر جنودكم وعسكركم وقادتكم السياسيين. لكن يبقى أنكم هُزمتم في تلك اللعبة”.
بدوره، انتقد الناطق باسم الحكومة الأفغانية، بلال كريمي، الأمير هاري، وكتب في تغريدة: “هذه الجرائم ليست حكراً على هاري، بل إن كلّ بلد محتلّ لديه تاريخ حافل بهكذا جرائم في بلدنا”. وتابع: “لن ينسى الأفغان يوماً جرائم المحتلّين وهم سيبقون دوماً شعلة حماية دينهم وبلدهم حيّة”.
وعُرض كتاب هاري “سبير” للبيع في إسبانيا، الخميس الماضي، أي قبل خمسة أيام من إصداره الرسمي. ولا يسرد الكتاب تفاصيل شخصية دقيقة فقط، بل يكشف أيضاً عن حالات من التنافر الأسري داخل العائلة المالكة.
ويقول هاري في الكتاب إنّ شقيقه الأكبر، وريث العرش وليام، أطاح به في شجار. ويتحدث الكتاب عن أنّ الشقيقين وليام وهاري توسلا إلى والدهما الملك تشارلز ألا يتزوج زوجته الثانية كاميلا التي أصبحت الآن الملكة.
وبحسب المعلقين، فإنّ هذا الكتاب أثار أكبر أزمة للنظام الملكي، منذ أيام المسلسل الذي عرض في التسعينيات حول انهيار زواج تشارلز من الأميرة الراحلة ديانا، والدة وليام وهاري.
ورأى الخبير ريتشارد فيتزويليامز أن هاري وميغن يتحكمان باللعبة “لأن القصر لا يستطيع أن يردّ بسهولة”. ولاحظ أنّ هذا الكتاب “مدمّر جداً”.
وتأتي هذه التطورات، بعد أربعة أشهر فقط من وفاة الملكة إليزابيث عن (96 عاماً)، وتولي تشارلز العرش.