دبابة “تشالنجر” البريطانية تنضم إلى قائمة المعدات الغربية التي تسحق بنيران القوات الروسية …”فيديو”
العين برس/ متابعات
أعلنت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، أمس الأربعاء، أنّ “القوات الروسية نجحت في ضرب دبابة بريطانية من نوع “تشالنجر 2″ تابعة للقوات الأوكرانية، بينما تدفع كييف بعضاً من أفضل معداتها إلى منطقة بارزة في الجنوب الشرقي، بحثاً عن اختراق في خط الدفاع الروسي”.
وبحسب الصحيفة، “يأتي فقدان دبابة تشالنجر 2، الذي أكده مسؤولون بريطانيون، في الوقت الذي تسعى فيه أوكرانيا لتوسيع الشقوق في خط الدفاع الروسي الرئيس، لكن الدفاعات الروسية المتعددة الطبقات تظل تشكل تحدياً كبيراً لزخم الهجوم المضاد في أوكرانيا”.
وأضافت الصحيفة أنّ “فقدان الدبابة يوضح التحديات التي تشكّلها الألغام والطائرات من دون طيار الروسية”، إذ قال مسؤول بريطاني إنّ “الدبابة اصطدمت بلغم قبل أن تستهدفها طائرة من دون طيار”، زاعماً “نجاة جميع أفراد الطاقم الستة”.
وتعليقاً على الأمر، قال وزير الدفاع البريطاني، غرانت شابس، لشبكة “سكاي نيوز”، إنه “يتقبل أنه في منطقة الحرب يمكن أن تكون هناك خسائر مادية، وهو ما حدث هنا”.
وأضاف شابس أنّ “لندن لا تخطط إرسال دبابات جديدة إلى أوكرانيا لتحل محل تلك التي دمرت”.
وهذه الدبابة المستهدَفة من نوع “تشالنجر 2” هي واحدة من 14 دبابة قدمتها المملكة المتحدة إلى أوكرانيا، ويستخدمها لواء الهجوم الجوي الـ82، الذي انضمّ إلى تشكيلات الهجوم المضاد الشهر الماضي، ودمرتها القوات الروسية في اتجاه أوريخوف في زاباروجيا.
وكانت الشركة، صانعة الدبابة، “بي أيه إي سيستمز”، قالت، في وقت سابق، إنّ “تشالنجر 2 لديها ميزة، وهي أنه لم يتمّ تدميرها بنيران العدو من قبل، في جميع المعارك التي شاركت فيها”.
من جهتها، نشرت وزارة الدفاع الروسية مشاهد استهداف قواتها لدبابة “تشالنجر 2” بريطانية، الأمر الذي أدى إلى احتراقها بالكامل بصورة ظاهرة في الفيديو، الأمر الذي دفع بعض المحللين إلى ترجيح أن تكون أكثر من دبابة بريطانية تعرضت للاستهداف، بعد أن ذكرت أوساط رسمية في لندن أن الدبابة تعرضت لاستهداف بواسطة لغم، ثم مسيرة انتحارية، على نحو أدى إلى اشتعال خزانات الوقود.
ونشرت الدفاع الروسية الفيديو، الذي يوضح استهداف الدبابة بوساطة صاروخ، وليس عبر لغم أو مسيّرة انتحارية، ويظهر في الفيديو اشتعال النيران في الدبابة بعد إصابتها بدقة.
كيف نعرف أنها “تشالنجر 2”
في حين أن معظم الدبابات الحديثة تتشابه في الشكل، وأنّ التعرض لإصابة أو استهداف يشوّه الشكل الخارجي للدبابة، لكنّ عدّة مميزات، كشكل البرج والمدفع والرسم الهندسي للدبابة، تبقى أمراً مميزاً يساعد على التعرف إلى أنها “تشالنجر 2”.
وتملك الدبابة حاويات وقود خارجية في الخلف، يظهر أحدها معلقاً على هيكل الدبابة، والآخر في أرضيتها في محيطها، كما يظهر في الصورة.
وتمتلك الدبابة البريطانية مدفعاً له فوّهة وشكله مميز عن مدافع نظيراتها، بالإضافة إلى برج ذي شكل هندسي مغاير، ويبدو في الصور واضحاً أنه يعود إلى “تشالنجر 2″، وليس إلى دبابة أخرى.
منظومة “كورنيت”
الكورنيت هو سلاح صاروخي روسي شهير، موجَّه بالليزر ومضاد للدبابات، وسبق أن دمّرت بواسطته القوات الروسية دبابات من نوع “ليوبارد 2″، ألمانية الصنع، خلال الهجوم المضاد.
واستمدّت هذه الصواريخ سمعتها المخيفة من مداها الأقصى، والذي يتجاوز كثيراً معظم الصواريخ الحالية المضادة للدبابات، كما يتجاوز قدرة معظم الدبابات على اكتشاف المنظومات المضادة لها.
وبالمقارنة مع أهم الصواريخ الغربية المضادة للدروع، يمكن لصاروخ جافلين “أف جي أم – 148” الأميركي أن يصيب هدفه بفعالية على بعد 2.5 كيلومتر، في حين أنّ منظومة “كورنيت – إي” يبلغ أقصى مدى فعال له 5.5 كيلومترات. ولاحقاً أصدرت الشركة المصنعة لمنظومة “كورنيت” النسخة المعدلة، والتي يصل مداها إلى نحو 10 كم.
ويحمل صاروخ “كورنيت” رأساً حربياً مزوّداً بشحنة انفجارية قمعية ترادفية (تاندم)، ويُعَدّ ذا قدرة هائلة على اختراق الدروع، ولا سيما بالنسبة إلى حجم الصاروخ الذي يُعَدّ من أكبر وأقوى الأسلحة المضادة للدروع الثقيلة التي تمت صناعتها على الإطلاق، ويمكنه عبر الانفجار الترادفي أن يخترق حتى الدروع التفاعلية الحديثة، ويتمّ توجيهه على نحو دقيق ومستمرّ عبر الليزر.
ودخلت منظومة “كورنيت” الخدمة عام 1998، كبديلة من منظومة “كونكورس” الأقدم، وتصل قدرته على اختراق الدروع إلى حدود 1000 مليمتر في الفولاذ، والمدى الطبيعي إلى 5.5 كم، كما أنّ طول الصاروخ هو 1200 ملم وقطره 152 ملم، ووزنه 8.2 كجم، بينما يصل الوزن الإجمالي للمنظومة إلى 29.2 كجم، ويصل وزن الرأس الحربي إلى 7 كجم.
وكانت أوكرانيا وحلفاؤها يأملون إمكان استخدام الدبابات الغربية في اختراق الخطوط الدفاعية الروسية في الجنوب، لكن محاولات نشر المركبات المدرعة بهذه الطريقة، في بداية الهجوم، اصطدمت بحقول الألغام الكثيفة والصواريخ المضادة للدبابات والمدفعية الروسية.
وسبق أن أعلن الكرملين، في تقويمه اعتزام بريطانيا تسليم دبابات “تشالنجر 2” إلى أوكرانيا، أنّ “هذه الدبابات ستحترق مثل البقية، وسيتم تحقيق أهداف العملية العسكرية”.