السيد القائد يعلن عن المرحلة الأولى للتغيير الجذري بتشكيل حكومة كفاءات وطنية وتصحيح وضع القضاء
العين برس/ صنعاء
أعلن السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، عن المرحلة الأولى من التغيير الجذري، بإعادة تشكيل الحكومة، بحكومة كفاءات تجسد الشراكة الوطنية، والعمل على تصحيح وضع القضاء.
وفي مستهل خطابه، اليوم الأربعاء، أشاد السيد عبدالملك بالحضور الكبير والحشود المليونية المحتفية بالمولد النبوي الشريف، مخاطباً إياهم بقوله: “هكذا أنتم بإيمانكم ومحبتكم لرسول الله، نفسي لكم الفداء يا أهل الوفاء يا شعب الإيمان والحكمة”.
وتقدم السيد عبدالملك إلى أبناء شعبنا العزيز وأمتنا الإسلامية بأسمى التهاني والتبريكات بأعظم مناسبة يجتمع بها المجتمع البشري، ذكرى المولد المبارك لرسول الله صلى الله عليه وآله.
وقال السيد عبدالملك: إن “مولد رسول الله كان قدومًا للخير والخلاص في وقت كان العالم بأسره في واقعٍ مظلم وجاهلية جهلاء وضلال مبين”، مشيراً أن رسول الله واجه التحديات والمؤامرات وقدم النموذج المميز للإسلام الذي وضح الفوارق الكبرى عن آثار ظلمات الجاهلية.
وأضاف: أن “الرسالة الإلهية تبني مجتمعًا ليس فيه أحدٌ عبدًا لأحد، ويكون فيه الجميع عبادً لله وحده”، متسائلاً: “كيف يمكن أن يكون من يحملون عقيدة العبودية لغير الله حملة راية الحرية؟ فهم ومن اتبعهم يستعبدون الناس بينما رسالة الله تحرر الإنسان من كل أشكال العبودية لغير الله”.
وأشار إلى أن امتهان الكرامة الإنسانية، ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، كان من أبرز مظاهر الجاهلية، موضحاً أن من التكريم للإنسان أن منّ الله على البشرية بأعظم القادة الهداة من أنبيائه ورسله، وأنزل كتبه إليهم بما فيها من تعليمات وهداية واسعة تسمو بالناس وتفيدهم الرشد والحكمة.
وتابع: “القرآن الكريم رفع العرب من نقطة الصفر إلى المرتبة الأولى عالميًا آنذاك، وحولهم إلى أمة موحدة مستقلة وقوية ومتعاونة وفق المبادئ الإلهية”، مؤكداً أن تغييب دور القرآن في أكثر المراحل التاريخية كان من أهم المشاكل التي واجهها العرب منذ رحيل رسول الله حتى اليوم.
اللوبي اليهودي وصل إلى مستوى خطير في الإفساد بالأرض
وأشار السيد عبدالملك إلى دور اللوبي اليهودي وأتباعه في إفساد البشرية وامتهان كرامتها، قائلا: “إن حجم الظلمات والهجمة الظلامية الشيطانية التي يقودها اللوبي اليهودي الصهيوني وأتباعه وصل إلى مستوى خطير من امتهان الكرامة الإنسانية والإفساد في الأرض”.
وأوضح أن الترويج للشذوذ الجنسي الذي تتبناه الأمم المتحدة وأمريكا وإسرائيل والأنظمة الأوروبية، هو محاولة لتفكيك المجتمع البشري وتفريغ الإنسان من كرامته الإنسانية، بهدف السيطرة عليه.
وأضاف أنه: “بمقدار ما وصل إليه أخطبوط الشر المتمثل باللوبي اليهودي وأمريكا وإسرائيل وأتباعهم من الشر والفساد، فإنها فرصة تحتم المسؤولية اغتنامها لتوعية شعوبنا للقيام بدورها في إيصال نور الله إلى بقية الشعوب”
وشدد السيد عبدالملك على أن إرث الرسالة الإلهية يحتم أن يكون للمسلمين دور متميز في الحركة بنور الله والاقتداء برسول الله والتصدي بكل الوسائل المشروعة لقوى الشر والطاغوت دول الاستكبار الظلامية.
ونبه بأن التفريط في أداء المسؤولية والإعراض عن القرآن والقطيعة عن كتاب الله ورسله عواقبها كارثية ونتائجها وخيمة، فهي تمكين للشر واستدعاء لسخط الله، داعيا أمة الإسلام للعودة على الله ونوره، إلى كتابه ورسوله، فلا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.
واعتبر أن شعبنا العزيز بإحيائه الكبير لمولد رسول الله يعلن للعالم أجمع تمسكه بالرسالة الإلهية وإيمانه الراسخ بالقرآن الكريم منهجًا ودستورا، وبرسول الله قدوة وأسوة وقائدًا.
إعلان المرحلة الأولى للتغيير الجذري
السيد القائد أعلن في خطابه، عن المرحلة الأولى من التغيير الجذري، والتي تتمثل بإعادة تشكيل الحكومة، بحكومة كفاءات تجسد الشراكة الوطنية، يتم فيها تصحيح السياسات وأساليب العمل بما يخدم الشعب.
وشدد التمسك بالشراكة الوطنية والمفهوم الإسلامي للشورى، ووحدة الشعب اليمني، والمفهوم العام للمسؤولية الذي تتكامل فيه الأدوار، موضحاً أن البناء الصحيح يحتاج أساسًا صحيحًا يجمع اليمنيين ولا يدخل في حيز المناطقية والحزبية والعنصرية.
ولفت السيد عبدالملك إلى أن ضمن المرحلة الأولى من التغيير الجذري أيضاً، العمل على تصحيح وضع القضاء ومعالجة الاختلالات ورفده بالكوادر المؤهلة من علماء الشرع الإسلامي والجامعيين المتخصصين.
وأكد السيد القائد بأنه سيبقى في مواكبة مستمرة لمتابعة عملية التغيير الجذري حتى إنجاز المرحلة الأولى، مضيفاً: “حرصنا على تقديم ما يصحح به الوضع وبنصح صادق، وحرص حكيم على شعبنا الذي نسعى لخدمته”.
نصيحة وتحذير لتحالف العدوان
السيد عبدالملك نصح تحالف العدوان بإنهاء عدوانه وحصاره والكف عن حرمان شعبنا من ثروته النفطية والغازية، وإنهاء الاحتلال وإنجاز ملفات الحرب، محذراً بأن إصراره على استمرار سياسته العدائية ستكون عواقبه وخيمة عليه.
واختتم السيد القائد خطابه، بتجديد التأكيد على ثبات شعبنا في تمسكه بقضايا أمته الكبرى، وإدانته لكل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني، ووقوفه المبدئي والديني والأخلاقي مع الشعب الفلسطيني ومجاهديه مع أحرار الأمة ومحور المقاومة.